المقالات

أيران والعراق..توأمة عقائدية  

1335 2021-08-06

 

قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابع للشأن السياسي العراقي والإيراني على حد سواء ، يرى بأن الشعبين قد تعرضا لإكبر مظلومية وقعت عليهم في التأريخ المعاصر . وذلك بسبب طيش الحكومات العربية ( الوهابية) التي دقت أسفين الطائفية   أبان أنتصار الثورة الإسلامية الأيرانية  . فكانت حرب الثمان سنوات عصارة الجهد الطائفي التي عملت عليها أعتى أجهزة المخابرات الشيطانية متمثلة بمخابرات أمريكا وأنكلترا والكيان الصهيوني ، الذين دعمو حكم الرئيس المخلوع صدام حسين .

لكن هذه الحرب لم تغيير من الواقع شيئاً ، فسرعان ما عادت الأمور بين الشعبين الى نصابها الطبيعي ، بعد أن أقصي صدام من سدة الحكم الفاشستي ، وبدأ التلاحم الشعبي بين البلدين برعاية مرجعية واضحة .  هذا لم يرق للمنظومة الخليجية ، والإمريكية التي بدأت تستشعر الخطر القادم على مصالح الأمن القومي الصهيوني بعد هذا التقارب الكبير ، فعمدت الى أدواتها بالداخل والخارج على زعزعة أمن البلدين الإيراني والعراقي في محاولة من تلك الدول الأستكبارية بأبعاد الشعبين عن بعضهما بشتى الوسائل والسبل .

فكانت القاعدة وداعش وأسقاطات تشرين الهزيلة هي الأدوات التي حاول المستكبر العمل عليها في العراق من أجل توهين الشعب العراقي ، وأضعافه وأستنزاف موارده في حروب جانبية حتى لاتكون هناك عملية سياسية عراقية  بأمكانها التوجه صوب أيران . لقد سلط الإعلام المضلل أضوائه على عقلية المتلقي ، في أكبر عملية غسيل دماغ للشارع العراقي والعربي بتشويه صورة أيران ورسم صورة قاتمة للعلاقة الستراتيجية بين البلدين الجارين المسلمين ، للحيلولة دون تقارب هذين الشعبين . فكانت شعارات أيران بره بره وغيرها من الشعارات  المقيته التي تلاقفوها صبيان السفارة من أجل أسقاط هذه العلاقة العقائدية بين الشعبين العراقي والإيراني .

السؤال المهم ، هل نجحت واشنطن وكيانها الصهيوني بالنيل من هذه العلاقه ؟

نعتقد أعتقاداً جازماً ، أن التلاحم الكبير الذي حصل بعد فتوى الجهاد الكفائي ، والنصر على  جرذان داعش ، قد قلب الطاولة على من روج لفكرة التباعد بين البلدين . ربما أنطلت بعض الحيل على الشباب المغرر بهم في قيادة العقل الجمعي بأتجاه التسقيط ، لكن هؤلاء لايشكلون الأعم الإغلب من الشباب العراقي ، أن الأعم من الشباب العراقي الرسالي قد  أنخرط في محور المقاومة بأبهى صورة تلاحمية عقائدية مع الشعب الإيراني ، متخطياً بذلك كل المؤامرات التي أحيكت ضد الشعبين .

هنا يبرز سؤال مهم آخر هو ، هل ستسلم واشنطن وأدواتها في المنطقة بهذه النتيجة ؟

قطعاً لا . لأن المحور المقاوم اليوم قد أربك المحتل ، ووصل الى العمق الصهيوني في فلسطين المحتلة ، وأخذ بتغيير المعادلات الردعية العسكرية في جبهات اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ،  وهذا أغاض أمريكا وحلفائها كثيرا . ما نراه اليوم من كيد شيطاني أستكباري ضد العراق وأرباك المشهد السياسي بالألتفاف على قرار البرلمان العراقي القاضي بأخراج المحتل الإمريكي ، هو السيناريو الأكثر خطورة على البلدين العراقي والإيراني . أن أفشال مخطط التطبيع بين العراق والكيان الصهيوني ، وبروز الحشد الشعبي والفصائل المقاومة كقوة عقائدية ، أربك المخطط الصهيوني كثيراً ، وجعلها تعيد كثير من الحسابات الخاصة بالعراق وأيران .

تبقى كلام ،  لمن يتشدق بالنفوذ الأيراني في العراق ، نقول وبكل بساطة أن العراق محتل من قبل الجيش الإمريكي ، لا الإيراني . نعم التعاون العراقي والإيراني قائم بأعتبار هناك ملفات أقتصادية ضخمة بين البلدين ، والطاقة أهم هذه الملفات التي حاول ويحاول المحتلة الإمريكي عدم تقديمها للشعب العراقي كورقة ضغط على القوى السياسية التي أندك بعضهم في تلك الإجندة الامريكية وأصبح أداة من أدواتها . لا وجود لجيش أيراني في العراق ، لكن هناك قواعد عسكرية أمريكية على طول الجغرافيا العراقية وعلينا النظر  بعينين لا بعين واحدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك