🖋️د.علي الطويل ||
قبل الحديث في هذا الموضوع ، فإنه صار بديهيا لدى المتابع للصراع الأمريكي الإيراني ومنذ انتصار الثورة الإيرانية والى اليوم ان يلاحظ مستوى الحنق والحقد الذي يتصف به سلوك الاستكبار العالمي ضد الجمهورية الإسلامية التي يرى انها أصبحت والى الأبد خارج طموحاتهم واحلامهم في الهيمنة ، خاصة وانها تحت قيادة علمائية تمتلك من البصيرة ما يجعلها تتنبا بخطط العدو وتحركاته قبل حدوثها بزمن ليس بالقصير ، لذلك تستبقه بخطط مضادة ، وتحصينات تكسرت عليها كل الاستهدافات والهجمات العسكرية والسيبرانية والحصار الاقتصادي والفتن المذهبية والعنصرية التي حدثت طول هذه السنين ،
كما أن ثمة بديهية تتكرر بعد كل فوز للاصوليين وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية ، وهي القيام بحرب نفسية شديدة وحملات اعلامية تسقيطية ضد شخصية الرئيس الفائز ، خاصة إذا كان حازما ومبدئيا وملتصقا بمشروع الولاية ومطيعا لقيادته ، ففي هذه الحالة لايدخر الاستكبار مناسبة او غير مناسبة لمحاولة النيل منه وتشويه سمعته او الضغط عليه عسى أن يحصلون على تنازلات او في الاقل يفتتون عزمه واندفاعه،
وعندما فاز السيد ابراهيم رئيسي بانتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية الاخيرة لم يكن هناك استثناء بالموقف الأمريكي والعربي اتجاهه ، وذلك ككل مرشح اصولي ذا عزيمة وولاء واخلاص، فراحت وسائل الإعلام الغربية والعربية المتماهية مع المشروع الأمريكي في المنطقة ، تكيل له الاتهامات ، وفي هذه المرة راحوا ابعد من ذلك في موقفهم تجاه هذا الرئيس الجديد لتصل الأمور حد التهديد باستخدام القوة ، وكلما زادت وتيرة الحرب النفسية وحملات التسقيط الأمريكية البريطانية الإسرائيلية ومن تبعهم ،فذلك دلالة على الاحباط الذي يعيشه هؤلاء ويأسهم من تليين موقف الجمهورية الإسلامية تجاه القضايا المختلفة ،
لذلك فإن التهديدات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية الاخيرة ماهي إلا زوبعة فارغة وجعجعة لحفظ ماء الوجه اولا وثانيا للضغط على إيران وترهيبها لغرض العودة للمفاوضات النووية ،التي شعر الامريكان أن إيران غير مهتمة بالعودة إليها خاصة بعد ترك ممثلها طاولت الحوار دون أن يحدد موعدا للرجوع إليها .
فامريكا وبريطانيا لازالت ذاكرتهم تحتفظ بألم وقسوة حادثة طبس بالنسبة لامريكان في الثمانينات ،وإنزال الدرون المتطورة من قبل الإيرانيين، وقصف قاعدة عين الأسد ليس ببعيد عن ذاكرتهم أيضا ، اما البريطانيون فإن عملية أسر جنود البحرية وسفينتهم في الخليج كافية لان تعيد في ذاكرتهم مستوى الذل الذي وقعوا فيه وقتذاك، لذلك فإن تحويل التهديدات إلى عمل حربي هو من الأمور التي لاتدعمها والوقائع على الأرض، والتي تشير إلى تفوق الجمهورية الإسلامية وانتصارها في اي موقعة ممكن ان تقع وذلك لعدة عوامل عسكرية واستراتيجية ،إضافة إلى الموقف السياسي الحرج الذي يعيشه ساسة أمريكا لتخلفهم عن تنفيذ وعودهم الانتخابية خاصة فيما يتعلق بايران ، وأما إسرائيل فانها تعلم جيدا أن اي ضربة توجه لإيران فانها ستواجه برد حازم يزلزل وجودها ، لذلك فانها تبحث عن فرصة لخلط الأوراق وتحشيد القوى العالمية لفعل ما ضد إيران، وقد ترتكب حماقة محدودة ولكنها ستكون حتما القشة التي قصمت ظهر البعير بالتاكيد، فالجمهورية الإسلامية اليوم هي في أقوى حالاتها خاصة وأن سلطاتها الان في أكثر ا
أوقاتها انسجاما، وشعبها قد اختار من شعر أن بيده حلول لمشاكل البلاد ، لذلك فإن التحام الشعب مع قيادته سيكون اول علامات النصر في حال أن واجهت الجمهورية الإسلامية اي عدوان من هؤلاء ، وأن كان ذلك مستبعدا للعوامل أعلاه ، ولكن مع ذلك فجهوزية إيران في أعلى حالتها .وانها لن تكون الا منتصرة في أية مواجهة قادمة .
https://telegram.me/buratha