قاسم العجرش ||
وجدت بعض الوقت لأجلس قبالة التلفزيون، في زمن رداءة ما تعرضه محطات التلفزة الفضائية، خصوصا المحطات العراقية، التي لم تجد غير الوجوه الكالحة للسياسيين، كي تملأ بها ساعاتها التي تمر ثقيلة على المتلقي العراقي.
قناة العهد الفضائية أجرت قبل يوم او بعضه، لقاءا في برنامج (سياسي الابعاد) مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ألتقط منه بعض ما قاله، وأعلق على كل فقرة بما أعتقده مناسبا..
إبتداءا أنا على الصعيد الشخصي أكن إحتراما كبيرا للحركة الشيوعية العالمية، على الرغم من تراجع تأثيرها في حياة البشر، وعلى الرغم من تفكك بنيتها الدولية، وأختفاء الدولة التي ترعاها (الإتحاد السوفيتي)، لكن هذه الحركة تبقى مثابة مهمة في التاريخ، وينسحب هذا الإحترام والتقدير على الحركة الشيوعية العراقية، على الرغم من كون (الشيوعية كفر وإلحاد) بالمقاسات الإسلامية التي أنتمي اليها وأعتقد صحتها، وذلك لأسباب تتعلق بقبولي للآخر حتى وإن أختلفت معه فكريا، لسبب واحد على الأقل، وهو أن «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ». وتلك حكمة لا تزال ترن في أسماع الدنيا.
قال الرفيق فهمي: هناك اموال تصرف لشراء دوائر انتخابية من بعض الاطراف.
أقول: حددها يا رفيق فهمي، فالشجاعة الشيوعية تقتضي ذلك، وإلا فإن ما تقوله محاولة للإساءة لخصومك السياسيين.
قال الرفيق فهمي: البلد لن يتحمل المزيد من الازمات في الوقت الحالي.
أقول: أليس إنسحابكم الذي غيرتم وصفه الى “تعليق”، محاولة لعرقلة إرادة الشعب.
قال الرفيق فهمي: الانسحاب والمقاطعة جزء من العملية السياسية.
أقول: أشسلون أشلون؟! متى كان الإنسحاب والمقاطعة يارفيق؛ جزءا من العملية السياسية، الإنسحاب تخريب يا رفيق!
قال الرفيق فهمي: لدينا مشتركات مع قوى تشرين لتغيير الاوضاع الحالية.
اقول: صدقت يارفيق..شبيه الشيء منجذب اليه، وأنتم من سنخية واحدة!
قال الرفيق فهمي: ساحات الاحتجاج جرى تفكيكها وشراء بعض منها.
أقول: صدقت يا رفيق، فالرخيص والذي بلا مباديء يباع ويشترى؟!
قال الرفيق فهمي: بعض القوى عضت اصبع الندم بعد التصويت على قانون الانتخابات.
أقول: من هؤلاء؟! لغة التعميم وإن بطريقة التبعيض، تشبه رمي حجارة في بركة راكدة.
قال الرفيق فهمي: لا انتخابات حرة ونزيهة بوجود السلاح وتصاعد الاغتيالات..
اقول: سبق وأن تحالفت يا رفيق مع قوى مسلحة، فما حدى مما بدى؟!، ثم أن الإغتيالات قد أثبتت التحقيقات أن رجال أمن قاموا بها!
قال الرفيق فهمي: البعض يريد النيل من الحزب الشيوعي، بتكرار مسلسل التاثير السياسي.
اقول: كنا نتمنى أن يكون حزبك، إيجابيا في العملية السياسية وليس سلبيا، والدليل إنسحابه من الإنتخابات.
قال الرفيق فهمي: الحزب الشيوعي لم يخفق داخل العملية السياسية.
أقول: لا بل أخفق..كن شجاعا وأستمع لأصوات رفاقك داخل حزبك، وهو أخفق منذ أن أقام جبهة وطنية مع حزب البعث المجرم في سبعينيات القرن الماضي.
قال الرفيق فهمي: المحاصصة تعبر عن مصالح الاحزاب الماسكة للسلطة.
أقول: ألم تمسكوا مواقع في الدولة ومؤسساتها بناءا على المحاصصة؟!
قال الرفيق فهمي: مسار الحزب الشيوعي غير مرتبط نهائيا بالتيار الصدري، التحالف مع سائرون تفكك بعد احداث تشرين.
أقول: أن البراغماتية لا تليق بالإرث النضالي العريق للشيوعية.
قال الرفيق فهمي: الحزب الشيوعي شارك بجميع التظاهرات ولم يركب اي واحدة منها.
أقول: أشلون هاي رفيق، يرجى تفكيك الأطروحة!
كلام قبل السلام: لعبة الإعلام والسياسة لعبة خاسرة دائما، إذ كلما ظهر السياسي على وسائل الإعلام، يخسر من جرفه..!
سلام..
https://telegram.me/buratha