مهدي المولى ||
نعم لا تغيير ولا تجديد ولا القضاء على الفساد والفاسدين ولا حماية للشعب والوطن ولا بناء الوطن إلا بصناديق الانتخابات إلا بالذهاب الى الانتخابات فلا وسيلة غيرها فلا مقاطعة الانتخابات الانقلاب العسكري المظاهرات والاحتجاجات لا تجدي نفعا بل تزيد الأمور تعقيدا وتفاقما.
فالوسيلة الوحيدة للتغيير والتجديد وبناء الوطن هي الانتخابات اذا خيرت بين الانتخابات وبين المظاهرات مقاطعة الانتخابات فعليه ان يختارالانتخابات فإذا اختار المظاهرات مقاطعة الانتخابات المظاهرات فأنه خائن وعميل.
اذا منع المواطن من الانتخابات عليه ان يختار المظاهرات الاحتجاجات الانقلابات مقاطعة الحكومة ومع ذلك عليه ان يكون يقظا وحذرا من الذين يخترقون ويركبون المظاهرات الانقلابات المقاطعة للحكومة فهؤلاء قد يستغلوا حالة الطيبين ويركبوا الموجة وهذا ما حدث في مظاهرات العراق حيث قام مجموعة من العراقيين الأحرار بمظاهرات ضد الفساد والفاسدين وكان يأمل هؤلاء الأحرار العراقيين ان تعم هذه المظاهرات كل العراق وبمظاهرات سلمية فاستغلت من قبل أعداء العراق دواعش السياسة ‘ عبيد وجحوش صدام وآل سعود وحصروها في المناطق الشيعية وحولوها من عراقية الى وهابية صدامية ومن سلمية الى أرهابية وهذا حدث في كل المظاهرات في الوطن العربي.
هناك من يمجد حالة الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر وحالة قيس بن سعيد في تونس فهؤلاء لم ينطلقوا من حرصهم على حقوق الشعب على الديمقراطية بل من انحرافهم وشذوذهم ومن نشر هذا الانحراف والشذوذ في المنطقة العربية فأن السيسي كأي عسكري يريد ان يحكم لا يختلف عن حسني مبارك في وحشيته وفي فرديته ودكتاتوريته اما قيس بن سعيد فانه ذبح الديمقراطية ورسخ الدكتاتورية فأرجوكم لا تصدقوا كلمات من يأتي بل صدقوا أفعاله وتمسكه بالدستور والمؤسسات الدستورية .
وسيرى الشعب المصري والشعب التونسي وبعد ان يتخلص من تخدير الثورة الوهمية وصرخة التغيير انه كان في وهم في ضلال وان المجموعة التي عقد الشعب الأمل على أن تكون المنقذ والمخلص كانت مجموعة من اللصوص والفاسدين غايتهم الوصول الى الحكم فاستغلوا معاناته ومتاعبه فكانوا أكثر شرا ممن سبقهم.
والله لو ذهب العراقيين جميعا الى الانتخابات وأدلوا بأصواتهم بحرية لتلاشى التزوير وحدث التغيير لهذا على كل من يريد القضاء على التزوير وخلق التغيير ان يدعوا الناس الى الانتخابات فانها الوسيلة الوحيدة لخلق التغيير والقضاء على التزوير والفساد والفاسدين.
لا شك ان نجاح وتطور التجربة الديمقراطية تغيض وتغضب أعداء العراق وخاصة آل سعود وكلابها الوهابية ودواعش السياسة عبيد وجحوش صدام لأنها تشكل خطرا على وجودهم وتفشل كل مخططاتهم وتحطم أحلامهم الخبيثة لهذا ناصبتها العداء منذ أن بدأت واتهمتها بكل التهم وأرسلت كلابها الوهابية القاعدة داعش للقضاء على التجربة الديمقراطية وذبحها في مهدها فأشعلت نيران الطائفية والعنصرية والعشائرية وحاولت شراء من لا شرف له ولا كرامة وتمكنت من توحيد عبيد صدام في الغرب والجنوب مع جحوش صدام في شمال العراق وجعلت منهم وحدة تدمير للعراق وذبح للعراقيين لكن وجود المرجعية الدينية الرشيدة والحشد الشعبي حالا دون ذلك حيث تمكن شعبنا من قهر الأعداء وكسر شوكتهم وسار شعبنا في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية رغم كل المخاطر والعراقيل
لا شك ان تطور ونجاح الديمقراطية تواجه عراقيل وعثرات عديدة ومواجهات شرسة من جهات كنا نحسبها جزء من العملية السياسية فاتضح إنها عدوة للعملية السياسية وأنها تعمل على إفشالها ولصالح أعداء العراق ومن هنا بدأ الخوف على العملية السياسية على المسيرة الديمقراطية ومع ذلك فالانتخابات هي الوسيلة الوحيدة للتغيير وبناء الوطن.
https://telegram.me/buratha