مهدي المولى ||
اثبت بما لا يقبل أدنى شك أن المجموعات التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات مجموعات فقدت شعبيتها ولم تحصل على ما كانت تأمله وتحلم به لهذا قررت إفشال الانتخابات وزرع الفوضى في العراق من خلال مقاطعتها للانتخابات وهذا ما ترغبه وتتمناه ال سعود وكلابها الوهابية عبيد صدام وجحوشه لا أدري هل المقاطعة كانت صدفة أم كانت بعلم هذه الجهات.
ولو دققنا في حقيقة هذه الكتل والأحزاب التي قاطعت الانتخابات لاتضح لنا حقيقة هذه الكتل ونواياها .
وكان اول من تقدم وأعلن مقاطعته للانتخابات هو التيار الصدري فالتيار الصدري معروف بتقدمه السريع وتراجعه السريع حتى أنك لا تعرف ماذا يريد ولا تستطيع أن تحدد موقفه لهذا كل تاريخه لم يأتي بشي جديد لم يأتي بشي نافع ومفيد بل لم يأت إلا بالمؤذي والمضر ثم أعلن الحزب الشيوعي العراقي وكأنه وجد الدافع في مقاطعة التيار الصدري فحذا حذوه وهذا ليس له أي تأثير سواء قاطع الانتخابات او لم يقاطع وكل مواقفه ردود أفعال وهذا هو السبب في خسارته الشعبية كان المفروض ان تكون مواقفه مبنية على نظرة موضوعية عقلانية بعيدة عن ردود الأفعال كل التحالفات التي قام بها الحزب الشيوعي كانت فاشلة وبالتالي أكلت من جرفه أي أكلت من شعبيته سواء تحالفه مع أياد علاوي أو مع التيار الصدري.
لو أخذنا أسباب المقاطعة حسب ما أعلنوها سيطرت الفساد والفاسدين السلاح المنفلت نظام المحاصصة سوء الخدمات وهذا أمور لا يمكن إنكارها او تجاهلها ولكن أسأل هل مقاطعة الانتخابات تنهي الفساد وتقضي على السلاح المنفلت وتقضي على سوء الخدمات وتنهي نظام المحاصصة او تقلل من شانها لا طبعا لكن المقاطعة تزيد سيطرت الفساد والفاسدين وتفاقم السلاح المنفلت وتزيد سوء الخدمات سوءا وترسخ نظام المحاصصة وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها او القفز فوقها.
اذا كان المقاطعون للانتخابات هدفهم غايتهم القضاء على الفساد والفاسدين والقضاء على السلاح المنفلت وأصحابه والقضاء على سوء الخدمات والقضاء على نظام المحاصصة عليهم النزول الى الانتخابات بكل قوة وقدرة وأمانة وصدق واذا كان هدفهم التغيير فالتغيير لا يأتي إلا عن طريق الانتخابات عن طريق صناديق الانتخابات ولا طريق سواها أما المظاهرات والاحتجاجات إذا لم تكن غايتها الانتخابات نهايتها الفوضى و علينا ان نعي وندرك ان الديمقراطية تحتاج الى شعب ديمقراطي والشعب يتعلم الديمقراطية عن طريق التجربة والممارسة تدريجيا شعب عاش في ظل الاستبداد والعبودية وفي ظل الرأي الواحد والحاكم الواحد آلاف السنين تريده ان يتحول الى النقيض فجأة وبدون مقدمات فذلك هو المستحيل.
فالتغيير والتجديد لا يأتي وفق التمنيات الطائشة والانفعالات الطفولية الساذجة وإنما وفق العقل والحكمة والاعتراف بالأمر الواقع والانطلاق منه لا رفضه فله أسسه الثابتة والراسخة من المستحيل إزالته.
https://telegram.me/buratha