السيد محمد الطالقاني ||
ان بيعة الغدير ليست قضية خاصة, اختصت بوقت معين وزمن معين, بل هي قضية إنسانية عامة منذ ان خلق الله البشرية ، فهي قضية صراع مستمر بين الخير والشر، وصراع بين الحق والباطل، وصراع بين الإسلام والكفر.
هذه القضية ترجمها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى واقع عملي باعلانه البيعة لامير المؤمنين عليه السلام من اجل المحافظة على اصل الوجود الاسلامي والكيان السياسي للامة الاسلامية, والمحافظة على نقاء التجربة الاسلامية من خلال احقاق الحق وابطال الباطل, والمحافظة على سلامة العقيدة الاسلامية والدفاع عنها.
فاصبح يوم الغدير هو يوم انتصار الحق على الباطل ويوم حماية الأمة من التشتت ومن الضياع , ويوم انتصار المستضعفين والمظلومين على الظالمين والمستكبرين والمستبدين الذين كانوا يريدون اسلاماً دون معنى , إسلاماً خاليا من الفرائض والأركان ، إسلام الغرائز والكفر.
ان هذا الامر لم يرق لخط النفاق الحاكم انذاك فبذلوا كل جهدهم من أجل تحريف مسار الرسالة الإسلامية فعمدوا الى سرقة الحكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث أبعد الإمام علي عليه السلام عن الخلافة الشرعية المنصوبة من قبل الله تعالى بإجماع المحدثون والمؤرخون من كل الفرق الاسلامية .
لذا ونحن اليوم نعيش أشد حالات الصراع بين معسكر الحق ومعسكر الباطل حيث الصراع اللاخلاقي على السلطة يجب علينا ان نجعل من بيعة الغدير دستورا لنا ومنهاجا لطريقنا , وليس ان يكون يوم الغدير هو يوم تعانق وتصافح مع بعضنا صوريا وقلوبنا تضمر شيء اخر, فليرجع الجميع الى رشده قبل فوات الاوان
https://telegram.me/buratha