حافظ آل بشارة ||
لغاية الآن انسحب التشرينيون ويقال ان لديهم خمسة احزاب ، ثم انسحب اياد علاوي وجماعته ، وانسحب الشيوعيون ، وانسحب صالح المطلك وحزبه الخاص ، وقيل سابقا ان اعلان السيد مقتدى الصدر رفع يده عن تياره واعتزاله بمعنى انه انسحاب التيار الصدري من الانتخابات ، ولم يتفق المراقبون على ذلك ويقول بعضهم ان التيار باق ومشارك قوي في الانتخابات ، المنسحبون وقتوا انسحابهم مع اغلاق المفوضية باب حق الانسحاب وقد فعلوها وهم يعلمون ، فلا يتوفر لانسحابهم غطاء قانوني ، اما دوافع القوم التي تقف وراء الانسحاب فمتعددة :
1- منهم من يرى ان لا حظ له في الانتخابات المقبلة ، وسوف يحصد عددا مخجلا من المقاعد فعليه ان يمنع العار قبل وقوعه .
2- ومنهم من يرى ان الانتخابات المقبلة لن تقدم مخرجات مختلفة عن الماضي وسوف تكرر التجربة نفسها ، لذا يرى ان لا جدوى من المشاركة فيها.
3- ومنهم من يتلقى الاوامر من دول اجنبية فاذا جاءهم ايعاز يقول : الى الوراء در ، فعليهم التنفيذ ولن ينقص ذلك من اجرهم شيئا .
4- ربما هناك من سينسحبون لاحقا لافشال الانتخابات او تأجيلها او اللعب على خطوط الازمات .
مع ان بيان الحوار الستراتيجي بين العراق واميركا اكد اجراء الانتخابات في موعدها ، الا ان شبح التأجيل والتعطيل المحتاج الى تعليل مازال قائما ، وقضية الانتخابات المقبلة مثلها كمثل قضية الجنود الامريكيين المقاتلين حملة البنادق الذين سيستيقظون من نومهم ليجدو انفسهم قد تحولوا الى خبراء ومدربين وقد صودرت بنادقهم ومسخت بدلاتهم العسكرية الى بدلات مدنية واربطة ملونة ! ويحملون بدل البندقية الطباشير الزيتي امام السبورات البيضاء ، كذلك القوى التي كانت لولبا امريكيا في سياسة العراق تحولت الى معارضة للانتخابات وناقدة ، اصبحوا مصلحين بعد ان كانوا مصلحيين ، لأن الاوامر هذه الايام كلها : الى الوراء در.
https://telegram.me/buratha