أمل هاني الياسري ||
قدر العراق التأريخي أن تكون مساحته، وموقعه، وأهله، مصدراً للتنوع والتميز والهموم في آن واحد، فمعظم معاركنا معارك همم وإرادات، ولم تكن معارك قيادات وامكانيات، وآخرها مع داعش، الذي اعتاش على تقاطعاتنا في قضايانا الخلافية، وقف وراءها شيطان العالم الأكبر أمريكا، ومدللتها إسرائيل بكل عدتهم وعددهم، ومع ذلك إنتصرنا رغم المؤامرات خارج أسوار الوطن، والمرحلة الإقليمية الملتهبة والمفتوحة الجبهات، منذ ما يسمى بعقد الربيع العربي، إنتصرنا وضمدنا جراحنا، نعم كانت تلك أمنياتنا وقد تحققت معظمها.
(القيادة مبادرة وعزيمة، وليست جاهاً أو منصباً) عبارة كان الأجدر بالكاظمي كتابتها، بورقة داخل حقيبته الدبلوماسية، وهو يتجه الى أمريكا الحليف الإستراتيجي للعراق، في حربه ضد الشعب العراقي وحشده، وأنا لا أفهم سوى هذه الحقيقة من مفهوم الشراكة، والإتفاق في الإطار الإستراتيجي، والفريق المفاوض بمختلف مسمياته، فنتائج الحوار لم ولن تبني مستشفى أو مدرسة، أو ستقدم خدمات بطعم الماء، أو تنعش رئة شيخ بكهرباء وطنية، أو تُعبد طريقاً، أو تعيد تشغيل معمل، فأين هي المبادرة والعزيمة؟!
من الحماقة إختلاق المبررات لتمرير الأعمال الخاطئة، وأخذ دروس في تهدئة النفس، فهل ستقتنع الجماهير والقوى السياسية، بمخرجات الحوار الإستراتيجي؟ الحكومة باتت عاجزة، عن إيجاد أرضية مشتركة فيما بينها وبين الشعب، وتطويق نقاط الإختلاف، وهي بالتأكيد عاجزة أيضاً عن التصارح مع أمريكا، لإخراج القوات الأجنبية من العراق، مع تصويت البرلمان عليه، حيث أن خروجها بداية لفرض أمن الدولة، وسلطتها، وهيبتها، وهو مثلث يتجزأ بسهولة، مع عدم جدية الحكومة في تنفيذ الإتفاق، بخروج القوات الأجنبية بمختلف تشكيلاتها القتالية، والتدريبية، والإستشارية.
مرت السنون وإتفاقية الإطار الإستراتيجي، مرت على الظمآن كأنها سراب، وأخذت منا ما أخذت من دماء ودمار، خضع فيها البعض لطموحاته المريضة، متوقعين أن الولايات المتحدة يمكن أن تبني وطننا، وتحمي حدودنا، فأي إطار وضعتنا فيه؟ وأي إستراتيجية تريد تنفيذها بحقنا؟ وسفارتها، وجنودها، وذيولها يعيثون في العراق فساداً، وهنا أوجهُ كلامي للسيد الكاظمي:(إذا أردت أن تحيا بعد موتكَ، أكتب شيئاً يستحق أن يُقرَأ، أو إفعل شيئاً يستحق الكتابة)، فهل ستبقى أمنياتنا تحت مظلة الحوار الإستراتيجي؟.
https://telegram.me/buratha