المقالات

بايدن ودعاء العراقيين! ..  

1997 2021-07-27

 

د.جهاد العكيلي *||

 

حالة الملل واليأس التي عمت صفوف الكثير من ابناء الشعب العراقي جراء تردي الاوضاع المعيشية والصحية والخدمية وغياب الخدمات دفعت بالكثير من الشباب اليائس للتفكير بطرق شتى للتخلص من الحياة لكن الشاب علي عادل اختار بإسلوب ساخر حين هدد برمي نفسه من مكان مرتفع، في مقطع فيديو مصور، إذا لم يستجب الرئيس جو بايدن لمناشدته باللجوء الى الولايات المتحدة الامريكية ..

ويعكس تهديد الشاب هذا مدى التدهور الذي اصاب الحياة في العراق وشل قدرة المواطن على مواجهة الظروف الصعبة وما يحصل من تدهور مستمر بعد ان جرب العراقيين حظوظهم مع رؤساء الاسبقين والحاليين ، فكلهم سواء مع اختلاف في درجات ظلمهم و لا امل مرتجى منهم، ومع كل الذي حصل ويحصل لا يزال  العراقيون يتعلقون بحبال الأمل ولا أحد يقدر ان يحول تمنياتهم وأمالهم الى حقيقة على ارض الخيرات .. 

ان الإصلاح الذي لطالما يدعون اليه اصحاب السياسات الخاطئة لم يتحقق أي شيء منه ما دفع بالبلاد الى المزيد من الكوارث الكبيرة التي شلت من قدرة المواطن وطاقته المادية والمعنوية، حتى صار العراقيون يبحثون عن منقذ حقيقي لمعالجة ازماتهم، فراح الكثير منهم  يطرق ابواب الرجاء بنصيحة يقدمها لهم من على شاشات التلفزة فلكيون ومنجمون ومن قارئي الطالع، وهم يردون عن تساؤلات المواطن ورجائه بكيفية الخروج مما هم عليه، فإستعانوا مثلا بطالع هذا المنجم ليبشرهم بطرق الخلاص  لكن رجائهم طال ولا شيء يلوح في الافق القريب سوى .. قال لي معلمي!..

وعلى مر الايام يزداد يأس المواطن يوما بعد اخر لكن هذا اليأس لم يفت من عزيمتهم وعضدهم كليا للبحث عن مخرج يجنبهم الظلم والحيف المستمرين الذي لحق بهم جراء جهلة السياسة، فلجأ الكثير من المواطنين للتردد على زيارة الاضرحة بشكل لافت للنظر ، ولا ضير في ذلك فيما فضل اخرين التحصن بالأدعية والمعوذات لغرض الخلاص من الواقع المظلم الذي انعدمت فيه سبل العيش بحرية وكرامة وامن وسلام وان ينعموا بنعمة الكهرباء والمياه الصالحة للشرب فأضحى .. 

لقد دفعت عوامل غياب العيش الكريم بالكثير من العراقيين الى اليأس من عدم معالجة واقعهم المرير حتى انهم باتوا يألفون النكات عن واقعهم هذا المضحك المبكي في آن واحد ، وما  اقسي هذه المشاهد التي جفت حيالها مآقي العيون وتصلبت فيها قلوب المتصدين للعمل السياسي .. 

كل ذلك حصل ويحصل ولايزال الحال هو نفس الحال أن لم تكن قادمات الايام تحمل الأسوأ،  فماذا يفعل الناس لحل لحلحلة مشاكلهم  التي وقعت على رؤوسهم غير أن يتجهوا الي صنم الديمقراطية وراعيها، فصعدوا السطوح ينادون الرئيس الامريكي جو بايدن وبشكل هزلي وكوميدي يشكون حال مخلفات احتلال امريكا للعراق ، فلا ماء ولا كهرباء ومشاهد وصور اخرى تبعث على تردي الواقع وانهيار النظام الاجتماعي، حتى ان الشاب علي عادل اضطر لمخاطبة (رب الديمقراطية) وباعثها لنا على يد السراق والفاسدين حين ناشده: ارحمنا يا بايدن، فاستجاب ولكن معتذرا على لسان القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، جو هام، بحجة كورونا ، لكن الكاظمي فعلها قبل يوم واحد من توجهه الى البيت الابيض للقاء بايدن ..

 

*/ كاتب عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك