سميرة الموسوي ||
· للمتفاوضين في أمريكا : إرادة الشعب العراقي ..لا قوات أجنبية على أرض العراق .
من الناحية المنطقية ،أي إحتلال لأية دولة لا يحتاج الى مفاوضات جلاء قوات الاحتلال ، وإنما الى إرادة شعبية حرة صلبة تقدح نبلا ،وغيرة ، وتضحية وعندئذ يلملم المحتل أشياءه ويغادر معبرا عن يقظة ضمير إنساني ،ولكن ،وبما أن الارادة الحرة حاليا جدلية ،وإن الضمير الانساني لم نلمسه بل لم تلمسه أية دولة محتلة على مر التاريخ وعلى فرض أن الاحتلال حصل لظروف قاهرة من الطرفين ،وهذا إفتراض للجدل فحسب .
مع كل ما حصل من الاحتلال الامريكي ،ومع صدور قرار ممثلي الشعب بالزام الحكومة على إنهاء الوجود الاجنبي من البلاد فإن الظروف وصلت الى حد ضرورة التفاوض على جلاء القوات الاجنبية مع إفتراض الموافقة على بقاء مستشارين أمريكان لتدريب القوات الامنية ولذلك ذهب وفد تفاوضي أولي يضم وزير الخارجية ومستشار الامن القومي ، وللاسف أدلى هناك الوزير فؤاد حسين بتصريح غاية في التناقض مع مهمته الوطنية التي ينبغي أن تكون خالصة لتحرير الوطن من الاحتلال ،إذ قال ( قواتنا الامنية بحاجة الى التدريب المقدم من أمريكا ) ويبدو أن الوزير ظن أن جملته هذه يمكن تغطية هدفها الصارخ بغطاء مموه مع إنها لا تحتمل سوى تفسير واحد ،فيما صرح مستشار الامن القومي بالقول ( أكدنا للجانب الامريكي عدم حاجة العراق لاي قوة أجنبية ) والحقيقة أن التصريحين ينمان عن عدم إنسجام الوفد التفاوضي على موقف واحد وهذ يدعو الى الاستغراب في الاعراف التفاوضية .
اليوم غادر رئيس الوزراء الى أمريكا من أجل إنهاء التفاوض بجولة أخيرة ،ولذلك نضع الحقائق الاتية أمام أنظار المفاوضين والعالم أجمع :
أن العراقيين ليسوا أدنى من أي شعب يقدس الحرية ويتفانى من أجلها بأي ثمن ويرفض الاحتلال مهما كان هدفه ونوعه .
لقد عبر الشعب العراقي عن موقفه من الاحتلال من خلال ممثليه في مجلس النواب يوم ٥/ ١ / ٢٠٢٠ وصدر القرار المعروف ، وللتوضيح نذكر أن كل ما قيل عن وحول هذا القرار ليس سوى تهرب من حقيقة الموقف الشعبي إذلا يغير من الواقع كونه لا ينسجم مع هذا القانون أو ذاك فالمهم أنه مثل رأي العراقيين ، ولذلك فعلى المفاوض أن يكون ناطقا بإسم شعبه ومعبرا عن إرادته بصرف النظر عن موقفه الشخصي أو الفئوي ،بمعنى أن يكون معبرا عن إرادة الاحرار ، إرادة الذين لا يقبلون الهوان والذل والخنوع مهما كانت المخاطر .
أما ما قيل حول ضرورة وجود مستشارين أمريكان على أرض بلادنا لتدريب قواتنا فإن أحدا لم يضع تعريفا لمصطلح ( مستشارين ) وما هو نوع التدريب الذي تحتاجه قواتنا ، وعلى أي حال فإن إبقاء قوات أمريكية بعنوان مستشارين لا ينبغي طرحه في أثناء التفاوض وإلا أصبح شرطا مسبقا ، وإنما سيفكر العراقيون به بعد الاتفاق على يوم وإسلوب الجلاء.
لا نريد إتفاقا يكون بداية إنشقاق جديد يزيد الفوضى إنقساما.
بصوت الشعب النقي الابي نقول للمتفاوضين أن أحدهما لا يخفى عليه المراد الحقيقي للآخر :
أمريكا تعرف وزن وحجم وتاريخ وراي الآخر ،ومدى تأثير من يمثلهم برأيه .
المفاوضون العراقيون يعرفون مراد أمريكا مهما كانت اللغة الدبلوماسية فضفاضة .
العالم يعرف أن السيادة للقوي قولا وفعلا مقتدرا وإن أمريكا لا يهمها القول وحده إلا إذا إقترن بالفعل الواعي المؤثر .
لذلك ما على المفاوض العراقي إلا أن يتمسك بالصدق ويقول كلمة الحق ،وإنه يتكلم بإسم الشعب العراقي وبإرادته الحرة ، وأن لا خصوصية للمفاوض في رأيه ، والحق هو أن العراقيين يأبون الضيم ويرفضون الخنوع والاستعمار وإن سكت البعض أو أعلن رأيا بدت فيه إرادة رخوة ،ولكن في النهاية تنتصر إرادة الله حيث يقول جل وعلا ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
... يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا من الصادقين .
https://telegram.me/buratha