سميرة الموسوي ||
بين العراق وإيران روابط جيرة وتاريخ مشترك بالغ العمق وعلاقات عميقة على الاصعدة كافة ،ومن يفكر مجرد تفكير بأن التاثير المتبادل بين الشعبين يمكن أن يتوقف أو يضعف ولا سيما في الفترة الحرجة المقبلة من متغيرات دولية غاية في الحدة والعمق فهو واهم ويستخف بعقله .
تأسيسا على ما تقدم فإن العراق لن يكون مثل ( سد النهضة ) الاثيوبي الذي يضر أثيوبيا من الناحية التقنية عند الملء الثاني للسد ويضر مصر والسودان ويهدد حياة الملايين من دولتي المصب .
سد النهضة الاثيوبي لم يقم دون أن يكون لأساسه أجندة غاية في الخبث ضد مصر تحديدا ثم السودان برعاية وتشجيع وتمويل وحماية الصهيونية العالمية للهيمنة على أكبر دولة عربية ،وقد بدأت أثيوبيا بالملء الثاني للسد مما يعني بداية التهديد العملي لحياة الملايين من المصريين والسودانيين بإحتمالات إنهيار السد أو تحويل نهر النيل الى ساقية وبذلك تصبح مصر داخل المصيدة الصهيونية ،وحين هددت مصر أثيوبيا بتدمير السد بالقوة الصاروخية أو بغيرها سارعت الصهيونية الى مدها بالمزيد من أسلحة التدمير لكي ترد على مصر بأنها ستستهدف السدالعالي في حال ضرب سد النهضة .
سد النهضة مثال مختصر لإرادة الاحتلال في العراق ،فالصهيونية لم تكن بها حاجة الى إحتلال أثيوبيا لكي تخنق مصر وإنما دفعت أثيوبيا لإقامة سدها ووعدتها بحمايته بكل أسباب الحماية ، وبذلك دخلت من الابواب لتكون على حدود مصر وبيدها قوة تدميرية من المياه التي يمكن إعطاءها بالقطارة أو إرسالها سيولا هادرة تجتاح ثلث مصر .
والاحتلال وأذرع الاحتلال في العراق _ أشخاصاومجموعات _ وأحزابا _وتيارات _ ودول _ تريد العراق ( سد نهضة ) لوضع إيران بمواجهة طوفان قوة يربض على حدودها .
الوجود الاجنبي في العراق وبأي صفة لا يعدو عن كونه مشروع ( سد نهضة ) بكل أبعاده وأجنداته ، أو هو عمود من أعمدة سد نهضة تنطوي عليه أجندة يتعذر السيطرة على محتوياتها .
أيتها القوى الاستعمارية والمهيمنة لا تظنوا سوء بالوعي العراقي وإقتداره وفرسانه وأحراره فلم يعد ينطلي علينا ما إنطلى من متراكم إستعماري منذ أكثر من مئة سنة الى يومنا هذا ، ولا يغركم كثرة الذين يهرولون حولكم فهؤلاء ليسوا سوى مجموعة من فقاعات لا وزن لها في مقاييس الاحرار فهم يطمعون بحماية ما جمعوه منكم وبسببكم وسرعان يتطايرون رغوة بين الاقدام
... وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة .
https://telegram.me/buratha