المقالات

دولة الفقيه بنظرة عقائدية..

1848 2021-07-23

 

مازن البعيجي ||

 

إن نظام الكون كما جاء في القرآن الكريم وكما بلّغت رسالات الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام"، هو نظام يسعى الى الأخذ بعقول البشرية الى التكامل وتحمّل مسؤولية إدارة الأرض أو الدنيا وفق ما وصلت له المعارف البشرية عبر رسالات ذلك العدد الكبير من الرسل. بمعنى ان لا شيء من هؤلاء المرسلین قد أرسلهم الله عزوجل دون غاية عقلائية وتخطيط متقَن هادف يريده خالق الكون والمكلَّف به ذلك العدد من الهداة والمرسلين.

حيث دلَّ على ذلك الكثير من الآيات القرآنية.

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات ٥٦.

(وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ ٱلْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآءَاتَاكُمْ  إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌۢ) الأنعام ١٦٥

وهذه الغاية أي "العبادة" لابد لها من خرائط توصِل إليها ومجتمع قادر على التطبيق واستيعاب ماتبتغيه السماء سواء عرفنا العلة أم كانت العلة توقيفية! وما مسير المرسلين إلا خارطة طريقٍ للتكامل، رغم أنهم لم يبلغوا النجاح مع مجتمعاتهم، بل البعض قضى قتلًا وصلبًا على أيدي تلك الاقوام والمجتمعات.

من هنا لابد من سؤال ملحّ، إذا كان كل هذا العدد - من الأنبياء - لم ينجح وهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي! ترى متى ننجح نحن ونحقق الحضارة الإسلامية التي يريدها القرآن ولنا أسوة في رسول الله ومن بعده من الاوصياء والصالحين؟!! فهل علينا التردد أم القطع في انّ معضلة النجاح قد تحلّ او قد لا تحصل؟!!  في الوقت الذي نجد القرآن قد قطع الطريق على المترددين حينما جزم أن  الحضارة وقيام المجتمع الإسلامي وسيادة الحقّ هو وعد حاصل لا محال بدليل قوله عزوجل:

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي  الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الأنبياء ١٠٥ . والصالحون هم المجتمع المنتظِر بكل أطيافهِ ، وهم المصداق القرآني المتمثّل بخاتم الأوصياء من ذرية خاتم الأنبياء صلوات ربي عليهم أجمعين في ذلك الأمر المناط به الى الإمام الغائب المهديّ المنتظَر وهو الوريث الشرعي للقيام بمهمة بناء ذلك المجتمع الراقي والقرآني الذي ينتهي الى خلافة الأرض ومَن عليها،

ولو بحثت في عصورنا المتأخرة هذه سوف لن تجد غير إيران الإسلامية مصداقا قد نال ذكرها إهتمام المعصومين "عليهم السلام" بشكل صريح وواضح، ما يعني ويؤكد أنها دولة الفقيه التي سوف تقوم بدور التمهيد والإعداد والبناء للقائد الأقدس ليرث من خلالها القيادة والسيادة المهدي الموعود "عجل الله تعالى فرجه"

وهذا عين عقيدتنا وذات ايماننا  بموضوع دولة الفقيه بل وإيمان الكثير من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم بالحق كما أحد الأمثلة من كثير ذلك العالم الكبير آية الله العظمى السيد الحائري حيث يرى أنها تلك الدولة التي سوف تسلّم الراية لوليّ العصر "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء"

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك