المقالات

الانتماء والولاء..وتنقية الخطابات


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

ظاهرة ضَعف الانتماء والولاء لدى الأجيال الحالية والتي اخذت بالانتشار ، بلاشك على درجة كبيرة من الخطورة والأهمية بمكان، وذلك لمالهذه الظاهرة السلبية من آثار مباشرة على الوحدة الوطنية والمنظومة الاجتماعيةوالأمن القومي ،وليت في الامكان اخراج أصحاب النغم النشاز في الدعوات للمذهب والقومية والعشيرة والمنطقة دون الولاء للوطن وطردهم من الساحة السياسية و تنقية الخطابات التي تعف الآذان عن سماعها من هرطقة تنطوي على كراهية عميق الانتماءوالذي هو يعني " الانتساب " ويعد من المفاهيم الحديثة في هذا العصر ويتزايد من شعور المواطن بالأمان الاقتصادي والسياسي في وطنه.

 وهذا الشعور يؤدي بهإلى زيادة الإنتاج لمحاولة الارتفاع بمستواه الاقتصادي؛ مما يشعره بالانتماء أكثرإلى هذا الوطن، أما إذا ضعف الانتماء، فهذا بلا شك كارثة ؛ فإنه يولد الفتور والسلبية واللامبالاة، وعدم تحمُّل المسؤولية، فعندما يَضعُف الانتماء الوطني يتحول المواطن إلى فريسة سهلة لكل أنواع التعصب البعيدة عن الشأن العام ومصالح الوطن وارضه. 

وحب الوطن بالغة العذوب ولكن لا يجب ان يكون من منطلق إحساسي بالشفقة والتي تغلب على النسبة العظمى من الجيل الحالي للشباب بل على اساس القيم والمبادئ التي تربط الانسان بارضه وترابه و الحاجة الى من يقوم بتوجيهم باستمرار إلى أهمية دور الوطن في حياته وقد بيّن الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه الكريم من أن من تمام النعمة هو إقامة وطن للإنسان يتخذه مأوى وسكنًا له ويعيش فيه سالمًا آمنًا.

وقال سبحانه وتعالى: {"((اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) غافر: 64] ولهم دورهم التفاعلي وقناعاتهم الوجدانية في السعي لتقوية بنائه ؛ وتقوية وتدعيم جذور الانتماء للوطن بداخلهم و عبرها، أن الانتماء أقوى ارتباطاً بالأرض والوطن والهوية، و الانتماء راسخ في جذورالجغرافيا والتاريخ والبيئة، والضارب في ألاعماق يعنى الولاء الحقيقي للوطن، وبشكل لايتزحزح أمام عاديات الزمن ورغم ان من الثابت أن المرء لا يستطيع أن يشبع حاجته للانتماء إلا من خلال جماعة يعتنق معاييرهم ومبادئهم، وقيمهم الثابتة والعميقة بعد دراسة متفيضة.

 لان الوطنية قيمة راسخة في نفس كل إنسان نشأ في بيئة نقية طاهرة يترجمها من خلال مجموعة من السلوكيات المنضبطة مع مصلحة وطنه التي لا يعلوا عليها أية مصلحة أوولاء أو محبة لا لمنهج ولا لحزب ولا لفكر مستورد ولا لعشيرة أو أقارب فهي بذلكتحتاج إلى تضحيات جسام    وعليه ان يختار جماعة تستطيع أن تشبعحاجاته الأساسية وتحميه ويستمد قوته منهم لتحقق ذاته وتقدره.

 فكلما ارتفعت مؤشرات الانتماء، كان أفراد المجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على مواجهة التحديات، والتزاماً بالقوانين والقواعد السلوكية، واحترام العادات والتقاليد، والفخر رموزهم الوطنية الحقيقيين والذين يعتزون بوطنهم لأنه الخيمة الكبيرة التي تظلل الشعب وتحضنهم وتحميهم من كلّ شيء، والوطن هو بمثابة أم حنون تحمي أبناءها من كلّ شيء، لهذا لابد أن يشعر الإنسان بالانتماء إلى وطنه بشكلٍ فطري، وأن يشعر بحبه الكبير يسري فيعروقه.

 فالانتماء للوطن يأتي من حقه على أبنائه في أن يصونها من كل الشرور، وكلما هبطت مؤشرات الانتماء ارتفعت معدلات التمرّد والعنف ومخالفة القوانين، والتستر على الخائنين، والفاسدين، والتعاون مع اعدائه ضدّ مصلحة الوطن.رغم ان حب الوطن واجباًعلى كل فرد تجاه وطنه، فهذا الواجب ينبغي أن يدفع إلى أن يعزز حالة الانتماء وأن تتكاتف وتتعاون الجهود وتتآلف لبناء وطن بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات.إن الضعف في الانتماء الذي يكتسب بحكم الولادة والمنشأ في نفس المكان.

لذلك فهي وصفة غير قابلة للتجزئة والتشرذم. والانتماء في اللغة يتضمن معنى الانتساب للأرض والدفاع عنها، ويشير في المصطلح غالباً إلى تلك الرابطة الوثيقة بهوية الوطن بغض النظر عن الأيديولوجيا المتغيرة وتوجهاتها الفئوية الضيقة، و انعدام الانتماء مرض خطير فتاك يهدد المجتمع والوطن و علاجه الوحيد بالرجوع إلى المبادئ والمكونات والمخزون الثقافي والاجتماعي الذي يستمد من الآباء والأجداد مع ارتباطهم الروحي والنفسي بوطنهم الذي عاشوا وماتوا فيه ودفنوا تحت ترابه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك