حافظ آل بشارة ||
تصاعدت الاصابات بوباء كورونا في العراق حتى اقتربت من العشرة آلاف اصابة يوميا، مع ان هذه الاحصائيات تقريبية والرقم الحقيقي اكبر من هذا بكثير ، والبلد ليس لديه مستشفيات بالمعنى المعروف.
فالقطاع الصحي بلغ مرحلة الانهيار ، مع كل ذلك يصر الناس اصرارا عجيبا على عدم لبس الكمامة ، وعدم الالتزام بالتباعد بل يصرون على التقارب والمصافحة والتقبيل! وتجمعات الاعراس والفواتح ، ويصرون على الحضور العشوائي في الاسواق والمولات والعتبات المقدسة ، متدافعين كأنهم بنيان مرصوص ، كل يوم يسمعون ويقرأون تعليمات ما يسمى بوزارة الصحة فيفعلون خلافها تماما ، وكأنهم ينادون : سمعنا وعصينا ! انه شعب انتحاري يسير بقدمه نحو الوباء ويحرص على توسيع دائرة العدوى ، وزيادة عدد الاموات.
وحين تسألهم لماذا تفعلون بانفسكم واهليكم كل هذا العبث وتعرضون انفسكم الى الوباء القاتل؟ يجيبونك : ان الامر بيد الله ، وهم يعلمون سلفا ان الحياة تسير بنظام الاسباب والنتائج وان ارادة الله لا تتقاطع مع الاسباب .
في مثل هذه المواقف يصبح مؤكدا ان كل ما جرى ويجري للشعوب من احداث خير جماعي او شر جماعي انما هي استحقاقات ونتائج لمقدمات وممهدات يصنعها الانسان بنفسه تمهد الطريق دائما لكي يأتي الحدث بكل تداعياته ، انهم احرار يفعلون كل ذلك بارادتهم ، وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون .
https://telegram.me/buratha