زيد الحسن ||
تعود فكرة المناظرات إلى عام 1858 حينما عُقدت سلسلة من سبع مناظرات بين المرشحين لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية إلينوي أبراهام لنكولن وستيفن دوغلاس في ذلك العام، وتمت المناقشات بدون مشرف أو لجنة.
في العراق استمدت التجربة الديمقراطية اسسها من ادمغة لانعرفها و بأفكار جهنمية لم ينزل الله بها من سلطان ، سنت قوانين و شرعت تشريعات و اعدت مفوضيات تشرف على العمل الانتخابي ، لكن الى اليوم نحن نجهل مايدور خلف كواليس تلك الرؤى لهؤلاء القوم ، باستطاعة الحزب القوي ذو العضلات المفتولة قلب الصنادق او حرقها واستبدالها بصناديق اخرى تروق الى مزاجه الشره في حب الجاه والسلطان .
المعركة الانتخابية بدأت وبدأ معها تغيير الصور المزروعة بالشوارع لشهداء وضحايا ارهاب ، حتى لوحات الاطباء والمحال التجارية رفعت ايضاً وبدأ الغزو الجديد ، الغزو ( البوستري ) يحتل كل ركن وكل شارع ، نرى وجوه كالحة رفعت لها اجمل البوسترات والمصيبة ان النتانة تفوح منها ، والشارع برمته قانط منها ويشير لها باصبع الندم الذي لوثه بحبر انتخابهم ، ونعلم كما يعلم الجميع ان اموالاً طائلة ستزهق روحها على صور واعلانات تافهة لاحياة فيها ، وياليتها بنت مستوصف او مدرسة بديلا عن هذا الخزي الذي جلبوه لانفسهم .
رغم انني اشجع واؤيد بل اشد على ايدي الشباب الغيور ليمسك زمام الامور ويسحب البساط من تحت اقدام صعاليك الساسة ، الا انني حذر من خذلانهم من قبل الشارع ، والسبب ان الناس قد تعبت وارهقت من بطولات بعض الساسة ، وان اقناع الناس بانتخاب شخصيات مستقلة اصبح يجابه بعدم قناعة بالتغيير .
السير الذاتية للسياسين القدامى مرفوضة رفضاً تاماً لان عملهم السابق هو سير وسلوك وهو خائب الرجاء ، ولا نعتقد ان هناك تنافس بين فئتين لنعول على الفئة الفائزة ونضغط عليها لتلبي احتياجات المواطن ، بل هناك تكتلات بين متناقضين ستحصل ، وهذا الامر نخافه ونتوقع حصوله وسببه هو بعض التشريعات تحتاج لعصبة قادرة على صفع الكتل الباقية ، والله نحن في مأزق كبير وبحاجة الى معجزة ربانية او صحوة ضمير ، لقد وصلنا لنهاية المطاف ونخشى خسران مابقي من عرق الجباه على جبين الغيارى من الشرفاء في ساحات السياسة .
الحمد لله والشكر الكبير للعملية السياسية التي جعلت شارعنا يرقع باسفلت منتهي الصلاحية ، لهذا انا اشكر ، والعن بنفس الوقت الساعة ( السودة ) التي جلبت لنا بعض الدواهي ليذيقونا مر العذاب .
https://telegram.me/buratha