السيد الطالقاني ||
بعد عشرة ايام من انقلاب الرابع عشر من شهر تموز عام 1958 وصل الى العراق ميشيل عفلق الرجل النصراني الذي ينتمي الى الكنيسة الشرقية ليعلن دعوته إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم الاسلامية بالقضاء على الفكر الاسلامي الاصيل وسرقة ارادة الامة, من خلال التخطيط مع عملاء له من اجل وصول حزب البعث الكافر الى الحكم ,الذي يعبر احد الادوات المهمة لتنفيذ خطط الاستكبار العالمي .
فكانت البداية في يوم الثامن من شهر شباط 1963 ,ذلك اليوم الذي تسلق فيه حزب البعث الكافر الى السلطة , حيث شهدت بغداد في هذا اليوم قتالا شرسا دار في شوارعها , وكان بداية اول حقبة دموية تعتبر الأعنف والأقسى على العراق.
وتستمر المؤامرة .... فقد استطاع الاستكبار العالمي ان يحقق ماكان يصبوا اليه لوصول اللقيط صدام الى الحكم , لتبدا الماساة من هنا.
حيث كشف البعث عن نهجه الفاشي الدموي, ونزعته الإستبدادية, في مواجهة كل من يختلف معه , وقد مارس العنف في اقسى وأبشع صوره، حتى اغرقت البلاد بالدماء وملئت السجون بالمثقفين, وأحالوا الشوارع، والساحات، إلى معتقلات ، عندما لم تسع السجون ومراكز الشرطة ذلك العدد الهائل من المعتقلين، نساءً ورجالاً، إضافة إلى جرائم الاغتصاب، وهتك الأعراض، والقتل تحت التعذيب.
وقد تفنن هذا الحزب الكافر, ولقطائه من اشباه الرجال, في أساليب القمع والارهاب, ضد ابناء هذا البلد, فلم تكن هنالك أي وسيلة إجرامية أو قمعية إلا واتبعها, وطبقها عمليا على ضحاياه, من أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه, ولم يسلم من جور وقساوة أزلامه ووحشيتهم أحد في هذا الوطن, فكان هذا اليوم المشؤوم يوما اسودا في تاريخ العراق والعراقيين.
لقد خلفت سياسة صدام واجرامه الالاف من الامهات الثكلى, اللواتي لم يشاهدن اجساد ابنائهم منذ خمس وثلاثون عاما, بعد ان غيبت تلك الاجساد في المقابر الجماعية.
ومع الاسف يتناسى البعض اليوم تلك الحقبة الزمنية السوداء من اجل دنيا هارون وحب السلطة .
لذا على الجيل الجديد الذي لم يعش تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق الحديث ان يطلعوا على جرائم اولئك الكفرة الذين عبثوا في الارض فسادا لم يشهد له التاريخ المعاصر مطلقا.
https://telegram.me/buratha