زيد الحسن ||
اضع يدي على قلبي وافتعل الفرح كلما مر بجانبي من يرتدي الابيض ، هو من سينقذ رئتي من هذا العذاب ، ثوانِ معدودات وافقد الامل ، يذهب بعيداً ، اراه يدخن ويضحك مع صديق ومرات كثيرة يعاكس الزميلات ، اعود لوجعي واستنشق بغضب من كمامة قالوا انها الحل الامثل .
ولدي يصارع من اجل الحصول على حقنة اخبره الطبيب الحاذق انها تأتي من خارج الحدود ، وهي الحل المفقود ، سعرها بالدولار وان ارتفع او هبط ، لان من يملكه هم الاخيار ، ساسة البلاد الذين اصبحوا تجار .
سمعت حديثهم يتنابسون ويتهامسون سنحرق هذه الدار بمن فيها ، والاجر كبير ، ولا احد سيسأل عن هؤلاء فانهم اموات عاجلا ام اجلاً ، والحياة فرص سنغتنم هذه الفرصة ونفوز برضا السيد المسؤول وربما سنصبح مدراء فيما بعد ، لم افهم غايتهم لكني شممت عطر الخيانة ، لقد انتشر قبل اشتعال اول لهب ، دب صوت الموت مزمجراً عاليا يحاول الخروج من الردهة البيضاء ، وهو يقول لم يحن اجلهم الان كيف اقتلهم ؟ ، رئتي ترفض التوقف وتسرع بعملها وكأنها شفيت من علتها ، تستنشق دخاناً بلظى ، الاطراف مني لاتتحرك ، عقلي سافر بعيداً يستذكر امجاد العراق وخبراته الطبية ورموزه الوطنية ، حتى علماء الدين حضرت صور عمائمهم امامي ، الجميع يصدر اوامره للموت ان افعلها من اجل خلاصهم وخلاصنا من هذه الادران ، ويل قلبي لقد انكرونا و انكروا اننا اساس بنيانهم ، حتى انني لوثت اصبعي ثلاث مرات بحبر انتخابهم ، كيف سأعض عليه وهو بدأ يتفحم ؟ .
اللهب اخذ حصته من لحمي وانطفئ بعد ان وصل لعظامي ، بكاء خارج اسوار تلك الملحمة اسمعها بوضوح تلعن وتشتم من كان السبب ، ابتسمت روحي وهي تحاول الخروج من بقايا العظام السوداء وهي تقول اهلا بالخلاص من عفن ساسة العراق .
الموت وافق اخيراً ان يقبض روحي بشرط ان لايريني وجهة ، سألوه عن السبب ، قال انا خجل ان اقبض ارواحاً نقية دون سبب ، موتهم الان غلطة حاكم ، موتهم طمع حاكم ، موتهم استهتار حاكم ، موتهم فساد حاكم ، موتهم جريمة نكراء ارتكبها حاكم .
https://telegram.me/buratha