المقالات

الفتنة والجهل..سلاح الاستعمار


 

صبيح المرياني ||

 

في عام 1947 بدا  المهاتما غاندي مسيرة من اجل السلام في الهند بعد ان ظهرت  بوادر حرب اهلية بين المسلمين والهندوس عندما كان الهند تحت الاستعمار البريطاني .ولم يكن الامر يحتاج الى ذكاء كبير لمعرفة من المسؤول عن تأجيج الصراعات والحقد والطائفية  بين الهنود ، طبعا كانت بريطانيا  وراء كل هذا ، وكان غاندي  يٌلخص ما يجري في الهند بقوله ( كلما اتحد شعب الهند ضد الاستعمار الانكليزي ، يتم ذبح بقرة ورميها  بالطريق بين الهندوس والمسلمين كي ينشغلوا بالصراع الطائفي ويتركوا الاستعمار  يلهو ويعبث بخيرات الهنود ).

كان ذبح بقرة كفيلا  ليجعل الهندوسي يرغب بقتل شريكه المسلم في الوطن ، تماما كما كان رمي كيس قمامه في محراب مسجد كفيلا بجعل المسلم يرغب بقتل شريكه الهندوسي في الوطن؟ والحقيقة هي  ان الاستعمار هو من كان يذبح البقرة ويرمي كيس القمامة .اما سلاح الاستعمار الاخر كان افشاء الجهل ، وقصة واحده تكفي لإيضاح هذه الفكرة . وذلك عندما  كان السفير البريطاني برفقة القنصل البريطاني في سيارتهما في نيودلهي وشاهدا شابا جامعيا هندوسيا يركل بقرة ، عندها امر السفير البريطاني السائق بالتوقف ، ونزل من السيارة مسرعا ، ودفع الشاب عن البقرة واخذ يمسح وجهه ببولها ويطلب منها الصفح والمغفرة ،ووسط دهشة المارين سجد لها فسجد معه الناس ، وقاموا الى الشاب واوسعوه ضربا ، وعندما عاد السفير الى السيارة سأله القنصل : سعادة السفير هل تعبد البقر حقا ؟ اني لا أصدق ما ترى عيناي؟ فقال له السفير : ركلة الشاب للبقرة صحوة ، وهدم لعقيدة الهنود التي نريدها ، ولو سمحنا لهم بركل البقر لن يتأخر الوقت قبل ان يركلونا . (الجهل)   يا عزيزي القنصل هو أمضى اسلحتنا ،على هذا الشعب أن يبقى جاهلا

هذا ما كان يعمله البريطاني كمستعمر في الهند وهي ذات الطريقة التي يعمل بها الامريكي في العراق فالفتنة الطائفية بعد الاحتلال معروف من اشعلها وكلما انطفأت نارها عاد ليشعلها من جديد .

اما ادوات الفتنة فهي ليست ببعيدة عن البقرة الهندوسية وكيس القمامة في مسجد المسلمين ولكم ان تتخيلوا ما أثار الفتنة في الشارع العراقي وما يمكن ان يثيره في اي زمان وفي اي مكان .

والحديث عن استخدام سلاح الجهل  فالجهل في العراق انتشر وبشكل مرعب ومخيف منذ دخول الاحتلال الى البلاد ونفذ  هذا المخطط ادوات المحتل فيه مسؤولون عراقيون  فشرعوا بتهديم المدارس بحجة اعادة تأهيلها وبناءها وانتشرت المدارس الاهلية على حساب الفقير الذي ترك الدراسة في المدارس الحكومية ،او بقي بها بنظام الدوام الثلاثي فاقدا للفائدة المرجوة من التعليم شيئا فشيئا الى ان وصل الحال الى مانحن عليه الان ،فالجهل منتشر في كل مفصل من مفاصل الحياة عندنا ، وهذا ما يرجوه المحتل دوما ان نبقى شعبا جاهلا .فهو امضى اسلحتهم في البلدان التي يسيطرون عليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك