رياض البغدادي ||
س: أيهما أفضل طبخ الهريسة ، أم توزيع مبلغها على الفقراء؟!
ج/ بداية إن طرح هذه الأسئلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة كقول بعض الناس: اتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء "!
وقول آخرين: التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها !!وقول غيرهم: لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع .....
١. هذه الكلمات سواء كنت تعلم أو لا تعلم، فالغرض منها هو تزهيد المسلمين في الشعائر الظاهرة التي يظهر بها شعار الإسلام ويتميزون بها عن غيرهم، أو أن من يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وترتيب الأولويات ، فالفقراء موجودون في كل زمان منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى زماننا هذا ولم يقل أحد مثل هذا الكلام المنافق او الغبي ..
٢. أغلب من يكثرون من الانفاق في مواكب العزاء الحسيني هم ممن وسع الله عليهم ومعروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضا، إذ لا يحرص على شعائر الحسين غالبا ويكثر منها إلا من كان قلبه عامرا بالإيمان.
٣. لماذا لا تكون المقارنات إلا بين الهريسة والقيمة وبناء المساجد؛ وبين الفقراء؟!
لماذا لا يقال لا تشترِ لحماً مرتين في الأسبوع واشترِ مرة واحدة بالشهر وطف حول الفقراء!
لماذا لا يقال : لا تشربوا السجائر... وادفعوا ثمنها للفقراء ؟!
لماذا لا يقال : اتركوا قاعات الأفراح والأثمان الباهظة وطوفوا حول الفقراء؟!
لماذا لا يقال اتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء؟!
لماذا تنفق الأموال في الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت .... ولاتطوف هذه الأموال حول الفقراء؟!
لماذا !!!! و لماذا
سؤالنا نحن الآن لماذا لا تتركون لنا شعائرنا نتقرب بها الى الله ؟ لماذا تقارنون بين عبادتين كلتاهما ذات فضل وكأنه يشار للناس أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة!
👈إن هذه الأسئلة قد تدبّر بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج بالنهار على المسلمين، فيتلقفها السذج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية، ثم إن أكثر من يردد مثل هذه العبارات غالباً ليس له فعل في دعم الفقراء!
والله المستعان
https://telegram.me/buratha