سعد الزبيدي *||
عبادة البشر والشرك بغير الله سبحانه وتعالى ظاهرة قديمة قدم التأريخ منتشرة إما خوفا كما يعبد شعب كوريا الشمالية رئيسهم أو كما كان يعبد بعض البشر النمرود وفرعون خوفا من بطشهم أو كما كان العرب يعبدون الأوثان لتقربهم من الله زلفي أو كما يعبد الهنود البقر والشمس والقمر والفأر وغيرها من الحيونات والظواهر الطبيعية.
والنفس البشرية المولعة بالمادية تبحث عن شيء مادي مجسم تراه وتشعر به كي تتواصل معه فهي لا تثق بالله لاتراه.
كان الله في عون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف استطاع إقناع أهل مكة والمدينة وأهل نجد والحجاز بترك عبادة الأصنام ؟!!!
ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وبعد مرور أربعة عشر قرنا على البعثة المحمدية نجد أن كثيرا من المسلمين مازالوا متمسكين بعبادة غير الله سبحانه وتعالى وكم من مسلم ما زال مصرا علي الوثنية ويعبد بشرا من دون الله وتراه يجاهر بذلك فصورة إلهه تجدها معلقة في بيته وفي سيارته وحتى تم وشمها على جسمه كي يتبرك بها أو ليعلن للآخرين أنه يتبع هذا الإله دون سواه فكل ما يقول لديه مقدس وواجب التنفيذ لأنه معصوم من الخطأ فهو إن لم يكن إلها فهو إبن إله.
ارجع بالزمن للوراء في أعماق الصحراء الجرداء في مجتمع نشأ وترعرع على عبادة اللات ومناة وهبل يأتي رجل وحيد يقنع مجتمعا بأكمله بترك آلهتهم ويحارب حتى يقنعهم أنها مجرد حجارة لا تضر ولا تنفع ونحن نعاني اليوم من فشلنا في إقناع من يدعي الثقافة والعلم والإيمان بالله أنه يعبد بشرا من دون الله؟!!! الكثير من هؤلاء لا يفقه لماذا يعبد هذا الإله من دون الواحد الأحد فهو فرد في قطيع وهو صدى لما يردده الآخرون فحشر مع الناس عيد وهناك من أغلق أبواب عقله ووصل لقناعة أنه علي حق وغيره علي باطل وهناك من يجاهر بعبادة هذا الإله متملقا طلبا للشهرة وحبا في الظهور منتهجا طريق خالف تعرف وهناك من يعلم جيدا أنه مجرد منافق أفاق يعبد إلهه طلبا للوصول لغاية دنيوية ليس إلا وهناك من يتظاهر بحبه للإله طلبا للأمن والأمان فهو أما مجرم سابق كان من أعوان النظام أو ممن كان يكتب التقارير للأجهزة القمعية أو ضغيف يعيش بين جموع المتخلفين التي تقدس هذا الإله وتقتلع من يعاديه أو يذكره بسوء.
عندما زرت الهند كنت أرى الإبتسامة في وجوه الباعة والمارة عندما تأكل البقر من خضرواتهم التي يبيعونها أو عندما تقترب منهم وكنت أتعجب عندما أرى طبيبا بريفيسورا ينحني إجلالا ويتبرك ببول وروث البقر ولولا خوفي من ردة فعل عبيد البقر لقلت لهم مالكم أيها البشر إن البقر مجرد حيوانات سخرها الله لخدمتنا فكيف تعبدوها من دون الله والحال ينطبق على كثير من البهائم التي تعيش معنا ولا نستطيع أن نصارحهم بأنهم حمير يعبدون بقرا بهيئة إنسان ولكننا نخشى ردة فعلهم لأنهم كالانعام بل أضل سبيلا.
بعض المنتمين للأحزاب يعبدون قائدهم ويجعلونه في مرتبة الله وليس ببعيد عنا كيف كتب بعض المتملقين القرآن الكريم بالدم وكيف جعلوا لصدام ٩٩ اسما من أحصاها دخل المنظمة وأصبح عضوا وشر البلية ما يضحك.
هل منحت لنفسك وقتا وفتش ستجد نفسك تعيش بين هؤلاء وأنك ترى نفاقهم وكفرهم ولكنك لا تمتلك الشجاعة والقوة لتصرخ في وجوههم إنكم مشركون وإن تظاهرتم بعبادة الله.
ولله في خلقه شؤون.
*كاتب ومحلل سياسي.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha