زيد الحسن ||
مشاجرة كبيرة تتعالى فيها الاصوات غير المفهومة الا من كلمات نابية لم تدونها قواميس التخلف ، غبار يتعالى ينكشف من وسطه شيبة تحاول السيطرة على الموقف وتخرج بلهاث لانفع فيه ، اخيراً ينهزم الجمع تاركاً ساحة المعركة هارباً بكل ما اوتي من قوة ، بعد ان سمعوها تدوي شرراً و غضباً كلمجنون لاتفرق بين عدو او صديق ، مربوطة على رقبته يلفها بزنديه الموشومة في تكساس ، وبين صوت رصاصها يصرخ ( وينهم ) .
( مي آرو ) كلمة تصدح من سماعة فيها شرخ يجعل التسجيل المكرر لكلمة ( مي آرو ) وكأنه سم رعاف يدخل المعدة ، ورصاصة حارة يابسة تخترق الاعصاب وتجعل الانسان يفقد السيطرة عليها ، لكنه مصر على عدم اسكاتها او تقليل قوة صوتها ، ومن يكلمه يصرخ بكلمة انا (على باب الله )، ومن لايعجبه فليضرب رأسه بالجدار .
الامبير بخمسة عشر الف ، هذا السعر وضعته الحكومة ، وهو انسب سعر ولا استطيع تقليله ، وان كنت لاتريد ( اسحب وايرك ولا تدوخني ) ، هذا كلام ( مهيدي ) الاخير لوجهاء حينا واعيانهم بعد ان تم الصلح والتراضي للمعركة التي خلفت خسائر مادية طفيفة ، والجميع يحمد الله و يصلي على نبيه ان رصاص رشاش ( رعودي ) لم يصيب احد ، وان الخسائر كانت فقط ضياع مداس الشيخ ذو اللحية البيضاء الذي يرقد في المستشفى الان بعد ان بذل جهداً من اجل ايقاف المعركة ولم تساعده صحته ، ( مهيدي ) مبتسماً ويتكلم بكل ثقه معلنا للجمع بصوت جهوري يقول ( نعال الحجي عليه ) (وشهر كامل السحب واصل ) هنا غمرت الجميع ابتسامات بينها ابتسامة ساخرة ومنها تلك التي فهمت الجملة بمعنى اخر ، ومنها الابتسامة الغاضبة .
يستغل جارهم الذكي ذو الحنكة والفطن الموقف ويوقف الحديث بصوت جهوري ويقول ( افلح من صلى على محمد والِ محمد ) الجميع يصلي باعلى صوته وبعدها يبدأ الحديث والجمع ينتظر ان يسمع نقطة النظام التي سيقولها ابو سجاد ، ابو سجاد مخاطباً ( مهيدي ) انت اخ عزيز علينا وانت صاحب فضل كبير على الجميع ، لولاك ولولا مولداتك لمتنا حر ،ولا ننكر وقفتك بتجهيزنا الكهرباء كل هذه السنوات ، وايضاً شقيقك (ايودي ) حفظه الله ورعاه يوفر لنا الماء ، لكن يا اخي سماعته مزعجة جدا وغير مفهومة ، وثانيا اخاك ( رعيد ) لايجوز كلما حدث شجار بسيط يخرج علينا برشاشته البي كي سي ، فهي سلاح خطر و مميت ، هنا يسكته مهيدي بيده ولسانه ويقول ؛ (شوف حجي لو ماعدنا سلاح ماراح تدفعون فلوس السحب ، ورشاشة رعودي هيه الي مخليتكم ساكتين على ايودي ، السلاح قوة واخو ) ، يسكت ابو سجاد لانه يعلم ان لا فائدة من النقاش مع مهيدي .
انا المواطن الذي عشت تفاصيل ويوميات و مغامرات مهيدي و اخوته ، سرح بي الخيال ، وفكرت ان لبطلنا ( مهيدي ) القوة و الخدمات وهو فعلا قد وفرها لنا ، اذن لم لا انتخبه هو ويكون مهيدي رئيسا للوزاء واخوته للبرلمان ولرئاسة الجمهورية ، وتنتهي معاناتنا مع الكهرباء .
https://telegram.me/buratha