قاسم العجرش ||
“جورج فيليب لاكوف”، هو باحث أمريكي في اللغويات المعرفية، وفي علوم الإدراك واللغويات، يرى أن التكرار اللغوي له قوة تغيير العقول، حيث يرى أن كلمة “الحرية” حينما يتكرر استخدامها بكثرة؛ بغير معناها التقدمي المعروف، يكون القصد تحريف المفهوم في العقل الجمعي..
بنفس الطريقة يسعى الرعاع؛ الذين تصدروا مشهد السياسة في العراق، للاستيلاء على لغة الثورة، وهي لغة ساحرة تجتذب الشباب، وتدفعهم للتصرف كقطيع بشري هائج، يعمل للثورة من أجل الثورة، دون تحديد أهداف معينة لها بدقة..
الحديث عن التغيير المرتقب يدخل في هذا الإطار، فمعظم الذين يرفعون “التغيير” شعارا للمرحلة المقبلة، لا يعرفون ما الذي يجب تغييره، وبمَ يفترض أن يتغير..!
فالكلمات التي لها دلالة قوية مثل؛ “الديموقراطية” و” النظام السياسي القائم” و”السلاح المنفلت” و”المحاصصة ومفاسدها” أو حتى كلمة “ثورة” نفسها، تم الاستيلاء عليها من قبل التشرينيين، وهم طيف فوضوي؛ لا يعرف ماذا يريد، ولا أي طريق يسلك، وإلى أين سيأخذهم حراكهم المضطرب.
لقد قامت بيوت الخبرة الأمريكية والأوروبية، في ميادين الحرب النفسية وتقنيات الإعلام ومهاراته؛ بتقديم دعم مالي وفني إلى هذه الجماعات، ووضعت تحت يدها إمكانيات وتسهيلات لا يتوقعها عقل، فكانت الحصيلة ليس فقط؛ تجريد هذه الكلمات من أي دلالة تقدمية أو تحررية، بل اختزالها إلى مفاهيم تستوجب الدعم المستميت، لمشروع التشرينيين ومنع أي نقد أو تساؤل، بل إن تشرين وعصاباتها باتت خطا أحمر، ومن يوجه لهم نقدا ولو كان بسيطا، يتم تجريده من وطنيته، ويوضع في خانة واحدة مع ال.إره.اب الد.ا.ع.ش.ي..!
الميليشيات الإلكترونية لهذه الجماعة، وبأصواتها العالية وصخب مواقع التواصل التي سيطرت عليها، بدعم مكشوف من شركة فيسبوك الأمريكية العملاقة، والتي تشكل جزءا رئيسيا من القوة الضاربة للقطب الأمريكي، حيث أباحت لهم قول كل ما من شأنه تدمير الوضع العراقي القائم، مادام هذا الواقع لا يتصرف وفقا للأجندة الأم..ريكي..ة، واستهدفوا الشيعة والتشيع، لأنهم ليسوا على المرام الأمريكي.
لم يعد مفهوم “الثورة” لدى المليشيات الإلكترونية التشرينية، متعلقا بالكرامة أو الحرية أو العدالة الاجتماعية، بل أصبح يعني تغيير الأفراد المسؤولين من القوى السياسية الفاعلة، وتحديدا الإسلامية منها،والقوى المجاهدة على نحو خاص، بآخرين من التشرينيين، وحتى كلمة “ذيول” نفسها التي تشير اصطلاحياً، إلى القوى الإسلامية المجاهدة، التي ترتبط بعلاقة عقائدية مع ولاية الفقيه في إيران، تم تجريدها من معناها الأصلي، واستبدالها بتعريف جديد، فكلمة “ذيول” تطلق على أي شخص ينتقد سلوك التشارنة، وممارساتهم الإجرامية واللا أخلاقية.
قامت الميليشيات الإلكترونية التشرينية، وأبناء السفارة وأولاد الرفيقات الذين لا يعرفون آباءهم، بالاستيلاء على المعجم السياسي؛ وإعادة صياغة التعريفات بحسب هوى مركز القرار التشريني، ومقره سفارة الشر الأمري..كية في بغداد، وقنصليتها في أربيل، وباتت هذه الجماعة تستطيع إرباك الشباب والناس عامةً، والتلاعب في أطرهم المعرفية، وإشغال عقولهم بما يتناسب مع المصلحة الأمريكية في ضرب الشيعة والح..ش.. د الش ..عبي، والمرجعية الدينية..
وما لا يستطيعون تنفيذه إلكترونيا، تتكفل به الطائرات الأمري..كية المقاتلة، كما حصل في القائم يوم الثلاثاء 28/6/2021/ حينما قصفت بوحشية حراس الثغور، شباب الح.. .ش.د..
كلام قبل السلام:غلطة الشاطر بألف، لقد ارتكبوا الخطأ القاتل، ومن جدولة الانسحاب إلى الخروج الفوري، وعليهم أن يخرجوا وإلا سيخرجون أفقيا بعدما أتوا عموديا..
سلام..
https://telegram.me/buratha