السيد محمد الطالقاني ||
لقد جاء الدين الاسلامي ليستنقذ الإنسان من ظلمة الجهالة, و حيرة الضلالة, و ليرفع بتعاليمه النيرة عن البشر أنواع الظلم و الحرمان و التخلف، و يعطي كلاً منهم حقه و كرامته المنزوعة، و لقد إهتم بشكل خاص برفع الظلم و الحيف عن الانثى حيث أن الرجال كانوا هم أصحاب القوة و هم الذين صادروا حقوق المرأة في المجتمعات الجاهلية قبل الإسلام.
فقد أخذ الاسلام بيد المرأة وصعد بها إلى حيث مستواها الرفيع الموازي لمستوى الرجل في المجال الإنساني الكريم, وأعطى للمرأة كرامتها الإنسانية, وجعلها في مستوى الرجل في الحظوة الإنسانية الرفيعة, حينما كانت في كلّ الأوساط المتحضّرة و الجاهلة مُهانةً وَضيْعَةَ القدر .
ان الاسلام ساوى بين الذكر و الانثى من حيث المنزلة الانسانية و المكانة الاجتماعية، فأخذ بيد الانثى و رفعها حتى وضعها في مكانتها الرفيعة، فأكرم الانثى و رفع من شأنها و احترمها و جعلها بموازاة الرجل.
فالله تعالى عندما يتحدّث عن كرامة الإنسان و تفضيله على كثير ممّن خلق إنّما يتحدّث عن الذات الإنسانية الرفيعة المشتركة بين الذكر والأنثى من غير فرق.
ان الله تبارك وتعالى لم يميز بين الرجل والمراة في الولاية المتبادلة بينهما, بل جعلهما بنفس المرتبة الولائية القائمة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، اي التي تهدف الى بناء مجتمع انساني صالح قائم على العدالة والحق بعيدا عن الظلم والفساد، وهذا البناء الصالح للمجتمع لا يمكن ان يتحقق ان لم يكن للمراة فيه دور كما للرجل ايضا.
نعم, هناك خصائص نفسيّة وعقلية ميّزت الرجل عن المراة في التكوين الذاتي, ممّا أوجب تفارقاً في توزيع الوظائف التي يقوم بها كلٌّ منهما في حقل الحياة , توزيعاً عادلاً يتناسب مع معطيات و مؤهّلات كلّ من الذكر والأنثى , الأمر الذي يؤكّد شمول العدل في التكليف والاختيار
فقد أعطى الله تعالى الرجل جملة من الخصائص التي تلائم وظائفه في الحياة كالصلابة وبطء الانفعال والتروي والتفكير قبل الحركة, لأنّ وظائفه كلّها منذ بدء الحياة و ممارسة التنازع في البقاء تحتاج إلى قدرٍ من التروّي قبل الإقدام , أما المراة فقد جعل الله تعالى فيها الرقّة والعطف والحنان , و سرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة بغير وعي و لا سابق تفكير.
وفي عراقنا كان للمراة دورا كبيرا في التصدي في كافة المجالات, السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والجهادية , حتى سالت لهن دماء على منحر الحرية من اجل كرامة العراق .
وفي معركتنا مع الدواعش كان للمراة دورا كبيرا في فتوى الوجوب الكفائي, حتى أصبح لأم الشهيد وأخت الشهيد وإبنة الشهيد قصصاً ستذكرها الأجيال جيلا بعد جيل