السيد محمد الطالقاني ||
الرسالة التي ارادت الادارة الامريكية ان توصلها عبر سفيرها السابق في العراق والتي نصت: ( بالقضاء على الدين في العراق بشكل عام, وإبعاد السلطة الشيعية بشكل خاص عن المعادلات السياسية والاجتماعية في العراق, والقضاء على المرجعية الدينية العليا في النجف, وانهاء الحشد الشعبي), كانت رسالة موجهة الى شيعة اهل البيت عليهم السلام .
لذا نحن كشيعة اهل البيت عليهم السلام, وابناء المرجعية الدينية ورجال الحشد الشعبي لزاما علينا ان نجيب على هذه الرسالة بما يستحقونه من جواب.
اولا... لقد انعم الله على الأمة الإسلامية بأن بعث فيها رجالاً يرشدونهم وبهم يهتدون , وأنواراً بهم تضيء الدروب , هم ففقهاء الأمة ومراجعها .– وهذا من أهم مصاديق اللطف الإلهي , وهولاء هم العلماء الأتقياء , نصبهم الإمام أرواحنا لمقدمه الفداء مرجعا للشيعة من أجل حل مشاكلهم ، وتعليمهم أحكام الشرع المبين ، وحكاماً يقضون بينهم ، وعلماء يستفيدون من علومهم ، ومرجعا في الحوادث التي تتجدد على مر الزمان ، وبهم حفظ كيان الشيعة واثبتت المرجعية على طول التاريخ دورها القيادي في كل الأزمات والعقبات التي كانت تواجه الأمة في كل عصر , وقد وقفت ضد الحكومات التي تتصف بالنزعة القمعية ، والاستبداد ، وتكميم الأفواه ، ومحاربة الرأي المعارض ، والتي كان همّ تلك الحكومات هو حماية الكرسي والعرش والمناصب والامتيازات .
ان الحوزة العلمية التي قدمت على منحر الحرية قرابين على مدى التاريخ , كانت ولازالت مستمرة بالعطاء لتبرهن للجميع ان الحوزة العلمية هي اول من يضحي, وان مايقولونه على المنابر يطبقونه على ارض الواقع ليهتدي بهداهم من سمعهم ويتبعهم من جلس تحت منابرهم.
ثانيا... ان قيادة الإمام السيستاني أطال الله عمره الشريف, تعتبر صمام الأمان للعالم الإسلامي من خلال حضورها الفاعل في كل قضايا الأمة الإسلامية, ودورها الكبير في حفظ استقرار المجتمع عبر تحقيق الانسجام والتعايش من خلال أهميتها الاجتماعية, وثقلها السياسي ودورها في ترشيد العملية السياسية , وتصحيح المسارات وتقديمها النصح للقادة السياسيين والاجتماعيين , للوصول إلى إتخاذ القرارات الصحيحة على المستوى الداخلي والسياسات الخارجية , وخصوصاً الأمور التي تمس حياة الأمة.
إن المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) رجل إنحنت له رقاب غير المسلمين قبل المسلمين بفضل حكمته ورعايته الأبوية للجميع, هذا الرجل الذي لولاه لضاعت سيادة البلد وهو صانع النصر وحامي العراق صاحب الفتوى العظيمة التي أنقذت البلد من الضياع .
لذا فان النجف الأشرف التي تشرف بظلها العلماء والمراجع كانت ومازالت وستبقى شامخة بمرجعيتها منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا, وانها بلد الزعامة الدينية في العالم , وصاحبة القرار النهائي في تحرير مستقبل العالم الإسلامي , وكلمتها هي الكلمة الفصل في كل المواقف السياسية والاجتماعية, رغم أنف الحاقدين والانتهازيين , وإن الهجمة الاستكبارية لاضعاف دور الحوزة العلمية في نظر الناس البسطاء لن تنجح مطلقا لاننا نقدس المرجعيه باعتبارها إمتداداً للإمام القائم «عجل الله تعالى فرجه الشريف» والتقديس لها هو في الواقع هو تقديس للإمام عليه السلام , والإجلال لها هو في الواقع إجلال للإمام نفسه عليه السلام , وإن الدفاع عن منصب الإمامة وامتداداتها واجب وهذا ما جرت عليه سيرة أهل البيت ولن نسمح لأي شخص التطاول على مقام المرجعية الدينية ونعتبر ذلك خطا أحمر . .
ثالثا.... أن الحشد الشعبي الذي يمتلك من الحزم , والعزم , والإرادة , والثبات , ورفض الضيم , وعشق الشهادة في سبيل الله تعالى ، والذي كان له الفضل في دحر دولة الخرافة الداعشية, ضمن مواجهة عسكرية غير متكافئة أذهلت عقول الخبراء العسكريين في العالم أسسته مرجعية النجف الاشرف , واستجابت له كل الطوائف والقوميات , بعد أن وجدت في هذا المشروع روح المواطنة الخالصة البعيدة عن التعصب القومي والديني, وإن مشكلة الاستكبار العالمي , ودواعش السياسة مع الحشد الشعبي , هي مشكلة أساسها طائفي كون الشيعة هي التي اسسته.
واخيرا...ان النجف الاشرف خصوصا, والعالم الاسلامي عموما سوف يقفون جميعا سدا منيعا ضد اي جهة تتطاول على شيعة اهل البيت عليهم السلام وعلى مرجعيتنا وعلى حشدنا مهما كانت منزلتهم السياسية, وسنعيد واقعة الطف ان استدعى الامر فالفتوى لازالت قائمة والحشد موجود, والشيعة هم ابطال التاريخ
https://telegram.me/buratha