حسن كريم الراصد ||
قد نختلف ان بدأت الفصائل بضرب مصالح العدو .. قد نتوجه باللوم لهم ونطالبهم بان يتحلوا بالصبر .. . قد نعذر الحكومة احيانا ان شعرت بالحرج وادعت ان ذلك سيؤثر على موقعها الدبلوماسي بين الدول ان تحرشت الفصائل بمصالح المحتل ابتداءا ..
ولكن استهداف الامس اسقط كل ذلك.فالفصائل لم تقم باية فعالية منذ شهر. والقوة المستهدفة في القائم لم تكن ممن عرفت بضرب العدو..وهي تمسك خطا دفاعيا في الصحراء لمنع تسلل داعش .
وذلك ما يضع العملية الاميركية في دائرة الشكوك حتى لصاحب العقل البسيط ..انه اعتداء لا مبرر له الا التلذذ بقتل ابناءنا المرابطين على الثغور..
انه يستهدف اضعاف جبهتنا وتقوية جبهة الارهاب بعد ان صار واضحا ان المحتل لم يتعرض لداعش منذ شهور بل كانوا احبابا يتبادلون الادوار ..
وبالتالي فأن جريمة الامس كان المستهدف فيها الشعب والحكومة كذلك بعد ان حضر الكاظمي الاستعراض واعطى اشارة واضحة لامريكا بعدم قدرته على تنفيذ ما تعهد به مقابل اعتلاؤه كرسي الحكم فجاءت الضربة وكأنها قرصة اذن ..
اضافة الى مبرر اخر تمثل بنجاح الاستعراض بشكل لافت والذي اغاض امريكا وذيولها وحلفاؤها الجدد الذين وعدتهم بالحظوة ان وقفوا موقف العداء من الفصائل وايران والذين سقط بايديهم فراحوا يغردون كالمفجوع !!
وقد يكون هنالك مبرر وان كنت اراه ضعيفا بأن امريكا تريد جر الفصائل لمواجهة مكشوفة ومفتوحة تنكشف فيها اوراق قوة الحشد بوضوح لاسرائيل على اقل الاحتمالات ..
فاسرائيل والولايات المتحدة انهيا شهر عسلهما الذي دام 80عاما وهما يعيشان خلافات حادة بعد ان اصبحت عودة البيت الابيض للاتفاق النووي وشيكة قد تعلن في اية لحظة وقد تكون ارادت طمأنت اسرائيل بأنها لن تتخلى عنها ...
كل تلك المبررات لا تخرج العملية من دائرة الحماقة والاستهتار والرعونة والتي احرجت حلفاؤها الجدد من القوى الشيعية الذين عدلوا عن مفهوم الشيطان الاكبر ليلجوا في حضيض الرضوخ والتصديق بوعود هذا الشيطان ..
انها عملية فاشلة ومخزية بجميع المقاسات والمعايير وسوف لن تجني منها امريكا غير المزيد من الكره لسياساتها بلحاظ تصاعد الاصوات المطالبة بالرد والانتقام قبال اصوات المهدئين والمداهنين والمؤمنين بعدالة امريكا ..
انها جريمة بلا مبرر الا ارضاء لعقدة الغرور واسكاتا لشهوة القتل والدماء وتجسيدا لمفهوم البغي والاستهتار وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ..
https://telegram.me/buratha