زيد الحسن ||
ماتعلمناه هو للدولة ،أي دولة (هيبة) حقيقية لا شك فيها، تتمثل في قدرتها على بسط سلطانها على حدودها، وحماية شعبها داخل أرضها وخارجها، ولا يمكن لأي أحد أن يعترض على تقديس هيبة الدولة لأنها قوام العقد الاجتماعي بين الأفراد والنظام ،أما الحكومات فلها (سطوة) ولا يصح أن يكون لها (هيبة) لأن عنصر الشرطة المرتشي في دوائر الدولة هو الحكومة، والكاتب الصغير المرتشي في أي مصلحة حكومية هو الحكومة، والضابط المزوِّر، والمدير الموالس، كل أولئك حكومة قد تكون لهم (سطوة) ولا يصح أن يكون لهم (هيبة).
من يدلني على حقيقة هيبة العراق اين تكمن اعطيه جائزة ، فلقد اصبح للعراق مفاهيم جديدة وضعها هذا وذاك ، واصبح العزف على اوتار تلك الهيبة الشغل الشاغل لدى الكثير من الساسة وحسب توجه اهوائهم ، تارة نجدهم يقومون الحكومات بالدعم ، وتارة اخرى ينخرون بنيان الحكومة بشتى الاساليب ، وضاعت علينا نحن بسطاء القوم غاياتهم وفقدنا الامل باستقامتهم ، حتى السياسي النزيه اصبح الشك حوله ضرورة خوفاً ان تصيبه عدوى التخبط .
ممثلة الامم المتحدة تزور والدة احد الشهداء العراقيين ، التفاتة حسنة ، لكن لو كانت هذه الزيارات قد حصلت سابقاً مع كوارث اشد فتكاً ولعوائل منكوبة باولادها ، حتى تكون هذه الزيارات مسيرة طبيعية من الامم المتحدة ، لكن الان الشك يحوم حول هذه الزيارة ،
اليس على الحكومة توضيح هكذا زيارات للشعب ، لكي يفهم مايحصل حوله ، ام ان الحكومة لا تعلم بهذه الزيارات وقد فقدت ( سطوتها ) حتى على شعبها .
الجهة التي سقت حدود المدن العراقية المغتصبة من قبل داعش بدمائها هي الحشد الشعبي ، وهو الوحيد مع ابطال باقي القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها الذي فرض سطوته على العدو وانتصر عليه ، نكرر هذا القول دائماً حتى لا ننسى دماء الشهداء الابطال الذين لاتعرفهم الامم المتحدة ، والتي اصلا لم تفكر في انصافهم يوماً ، بل العكس صحيح هي تحارب هكذا رجال قلبوا الموازين ويمتلكون ( الهيبة ) و ( السطوة ) رغم انف الرافضين .
هيبة الدولة سقطت بعد احتلال داعش لمدن عراقية كاملة ، واعادتها فتوى ودماء العراقيين ، والجميع متفق على هذا ، وسطوة الحكومات الان سقطت وما زالت تسقط بفساد المؤسسات الحكومية ، حتى تلك الدوائر الخدمية التي كانت مثالاً للنزاهة مثل مديرية المرور سقطت هيبتها بعد اقرار قانون غرامات جديد الغاية منه اهانة المواطن و اذلاله ، فلم يعد هناك مفصل قد سلم من الانهيار بسبب انتشار الفساد و الفاسدين .
لايعقل ان لا تلتفت الحكومة للاعمال التي تقوم بها اميركا ، فهي تحاول انتزاع هيبة الدولة وسلطان الحكومة ، والغريب ان البسمة مازالت على شفاه رجال الدولة برؤسائها الثلاث ، فلم يستطع احد الثلاثة ان يستنكر او يشجب هذه الافعال ، وهذا اعلان منهم على الموافقة في العيش بهوان .
ـــــ
https://telegram.me/buratha