قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
هل إنتهت المعركة مع الإرهاب، وهل تم "درء المخاطر" التي اشرتها المرجعية الدينية، في إعلانها فتوى الجهاد الكفائي، في حزيران 2014؟!
اسئلة لا تحتاج الى جهد فكري كبير نبذله، كي نتوصل الى قناعة بـ (لا) كبيرة، و(لا) تعني أن المخاطر قائمة والفتوى باقية، وأن العدو يستعد لجولة قادمة، ستكون أشرس بكثير مما حدث!!
الفترة التي أنقضت منذ نهاية عام 2017، حينما استعجل حيدر العبادي رئيس الوزراء ألأسبق إعلان النصر، لأغراض أتضحت مقاصدها فيما بعد، ومنها أن إعلانه كان إيذان بأتخاذ سلسلة من الإجراءات والمواقف، التي من شأنها التخلص مِن مَن حقق النصر، قادة ومقاتلين، لأنهم باتوا في قلب المعركة الكبرى مع الإستكبار العالمي، وشوكة في عيون التحالف الصهيوأمريكي عربي..كانت هذه الفترة لطرفي الصراع بمثابة إستراحة محارب..
العدو الداعشي وصناعه الدوليين المتمثلين بالتحالف إياه، وحاضنته المجتمعية المتطرفة، كانوا وما يزالون يعدون العدة للإنقضاض على العراق مجددا، لأنهم أكتشفوا أن أمة مقاومة قد تشكلت مع تشكل الحشد، وأن أمة الحشد هذه ستكون خصما عنيدا، في المنازلة مع العدو الصهيوني وحلفاءه الدوليين والأقليميين، فضلا عن أنها وحشدها سيكونان، أداة فاعلة للإعداد لدولة العدل الإلهي، التي يخشون إقامتها لأنهم يعرفون أن نهايتهم على يد قائمها..
الحشد أيضا في إستراحة محارب، التي تعني أنه يتعين عليه ان يستعد لمعركة قادمة، ويعد مقاتليه ويفحص جهوزيتهم القتالية بإستمرار..والإستعراضات العسكرية إحدى أفضل وسائل الإستعداد وفحص الجهوزية.
أضف الى أن ثمة دواع عديدة، تؤكد ضرورة القيام بإستعراض عسكري لقوات الحشد الشعبي في ذكرى تأسيسه، وهي دواع ذاتية خاصة بالحشد، وأخرى وطنية محلية وثالثة إقليمية ودولية.
علي صعيد الحشد ذاته، وكسائر القوات المسلحة في العالم، فإن ألإستعدادات والتحضيرات للإستعراض تعد تمرينا إجماليا للقطعات المشاركة فيه، ويؤسس الى مستوى صارم من الإنضباط الجهادي العسكري، الذي بات من الثابت أن الحشد ولحداثة تشكيله، بحاجة ماسة اليه، ويضفي مزيدا من الحالة العسكرية المنتظمة على الحشد، ومناسبة لرفع جاهزية وإستعداد قطعات الحشد الشعبي كلها، سواء المشاركة بالإستعراض أو تلك التي لم تشارك، وهو طريقة مثلى لإختبار قدرات مفاصل الحشد.
الإستعراض فرصة ممتازة؛ لإستكشاف الطاقات القادرة على تنظيم هكذا فعاليات، توطئة لتكليفها بمهام أكثر تعقيدا، كما أنه وسيلة لترسيخ أهمية العمل بنكران الذات، وبروح الفريق الواحد والعمل بحس أمنى عال.
على الصعيد الوطني؛ هو رسالة إطمئنان للعراقيين جميعا، خصوصا الذين عانوا من ويلات ألإرهاب، بأن ثمة جهة قوية مسلحة تسليحا جيدا، قادرة على توفير ألأمن والأمان لهم، خصوصا مع عرض منظومات تسليح جديدة ومتطورة، تمثل القوة الرادعة التي يمتلكها الحشد الشعبي..
الإستعراض وسيلة لوضع الرأي العام المحلي، في صورة المخاطر التي تحيق بالبلاد، وتأكيد حيوية الحشد الشعبي وقوته بمواجهة التحديات والتي تستهدف أصل وجوده، ويبعث رسائل بمختلف الإتجاهات، بضرورة أن يتحمل الجميع بدون استثناء، مسؤولياتهم التاريخية والوطنية تجاه العراق وشعبنا الصابر.
هو رسالة(stop) واضحة جدا؛ الى الجهات الأقليمية والدولية الداعمة للأرهاب، الى أن هنالك قوة قوية ذات بعد شعبي، قادرة على حماية العراق والعراقيين، جنبا الى جنب مع المؤسسات العسكرية ألأخرى.
الحشد القوة التي نشأت بظروف المعركة، لم يعد تلك القوة التي تعمل بإسلوب الهبة، بل هو اليوم قوة منظمة؛ تحظى بكل مقومات القوة الرسمية، قانونيا ومؤسساتيا، وأنه جزء فاعل من منظومة حماية القرار العراقي، وردع بقوة من تسول له نفسه التأثير فيه.
العراق ليس بحاجة الى وجود قوات أجنبية؛ سواء كانت قتالية أو للتدريب، فالحشد الشعبي وباقي قواتنا المسلحة، قوية بما فيه الكفاية للدفاع عن العراق، وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه، وها هو الحشد يستعرض إستعراضا رفيع المستوى، تم تنظيمه والإعداد له وتدريب قطعاته، بجهود عراقية بحتة، ودون الحاجة الى مشاركة أجنبية بشكل قاطع، وبفترة وجيزة جدا.
كلام قبل السلام:الحشد الشعبي طائر عنقاء العراق، وأنه نهض أقوى من ذي قبل بعد أغتيال قادة الإنتصار.
سلام..
https://telegram.me/buratha