المقالات

وما زال شعارهم.. " هد چلابهم عليهم "!

1329 2021-06-10

 

✍ سعود الساعدي ||

 

عندما اضطرت أميركا للمجيء بالمقبور صدام بعد "اغتيالهما" للرئيس البكر بإبرة إنسولين مسممة من أجل دفع صدام - بعد اشتراط واشنطن عليه- لغزو إيران وإسقاط ثورتها الصاعدة إقليميا و وأد ثورة العراقيين المتوقعة ضد النظام البعثي. عندها قال المقبور خير الله طلفاح "خال صدام" لإبن إخته: "هد چلابهم عليهم". اي ادفع شيعة العراق -الكلاب- لقتل شيعة إيران.

قتل صدام الشباب العراقي المؤمن على الظنة وهجر وشرد مئات الآلاف واغتال المرجع الثائر والمفكر البارز السيد محمد باقر الصدر رض وأعلن الحرب على إيران وأدخل البلدين في اطول معركة في القرن العشرين وأحرق شباب الطرفين وقتل وغيب وعوق الملايين منهم إرضاء لأسياده القتلة لتبدأ المأساة العراقية وتتعمق عاما بعد آخر وصولا لما يجري على العراق اليوم.

لم يعبر طلفاح الزنيم بحديثه عن نفسه وإنما كان يعبر ويتحدث بلسان وخطاب ١/أميركي صهيوني خبيث و٢/خليجي عربي طائفي بغيض و٣/بعثي صدامي وضيع.

هذا الخطاب بمنابره الثلاث مازال يتكرر اليوم بقوة وتؤكده ليس سياسات معلنة وإشارات وتصريحات متراكمة فقط وإنما معلومات قطعية أيضا ويروجه إعلام "أميركي/خليجي/بعثي" معروفة قنواته ومنصاته وشخوصه يعمل ليل نهار بخبث باسم الإصلاح والتغيير والدولة والقانون ومكافحة الفساد وبعدها بكشف قتلة المتظاهرين ، يعمل:

اولا: لضرب الشيعة بالشيعة في الوسط والجنوب العراقي وقتل ثورتهم المتنامية ضد داعش وضد آباءه الثلاثة - أميركا الصهيونية والطائفية العربية و المنظومة البعثية-.

ثانيا: لضرب شيعة العراق بإيران وإعلان القادسية الثالثة ضد "الفرس المجوس" فما زال العراق بنظرهم هو البوابة الشرقية للصهاينة وأتباعهم العرب المتصهينين ولابد أن يقف مرة أخرى بوجه ثورة إيران المتصاعدة دوليا.

خطاب الملك السعودي في الثمانينيات لصدام مازال يتردد: "منا المال ومنك الرجال"، أميركا تشعل المحرقة ونحن نشتري لك الحطب ونصب عليها الوقود -خزعبلات واكاذيب الإعلام- لنحرق شعبك وشعبهم لنبقى ونسود ويعيش الكيان الصهيوني العظيم!!.

استمرت حلقات هذا المسلسل المأساوي لسنوات طويلة لكنها لم تنطل على كل المشاهدين لحين موسم انطلاق جزءه الثاني الأكثر إحترافية وخبثا ومكرا ودهاء!.

نفس الدول والكيانات ونفس المحرقة والضحايا ونفس النوايا والأهداف لكن مع إختلاف الطرق والأساليب.

شباب حالمين عاطلين مظلومين يُستدرجون بعد  صناعة بيئة سياسية مأزومة وحملات إعلامية نفسية مدروسة لمصيدة قتل عنوانها الثورة ضد الفاسدين واستعادة الوطن! والنتيجة مجازر تمهيدية وتحريضية وضحايا أبرياء و إعادة انتاج وتلقيح للنظام السياسي وتدوير للفساد والفاسدين واستهداف للمرجعيات الدينية وتسقيط للقيادات الميدانية وشيطنة للقوى الثورية وانحدار على كل المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والخدمية وغيرها وصولا لبيئة عامة مهووسة ويائسة ومأزومة بعمق وتحضيرا لمحرقة وسطى تسبق المحرقة الكبرى!.

إستراتيجية "هد چلابهم عليهم" ماتزال فاعلة ومؤثرة وما اختلف هو طريقة التسويق وأساليب الخداع فالهدف الشامل لم يتحقق ولا يبدو أنه سيتحقق بل هو أقرب إلى السقوط الشامل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك