حافظ آل بشارة ||
في هذا البلد المحتل تتلاعب منظومة الاحتلال الاعلامية والدعائية بالمفاهيم والمسميات ، وذلك من اجل تلميع وجوه عملاءها وشركاءها بالاكاذيب وتسويق المسميات وصناعة المصطلحات الاعلامية ، ضمن هذا السياق المكشوف يطلق اعلام الاحتلال على بعض القوى السياسية العراقية المقربة منه تسمية قوى الدولة مدحا لها ودعما لنهجها الانبطاحي ، وتشمل تلك القوى صنفين من التجمعات العشوائية والعائلية ، الصنف الاول قوى سياسية تابعة للاحتلال وهي ادواته لتنفيذ مخططاته في البلاد ، وهي ان فشلت او رفضت هذا الدور سوف تتفكك وتتلاشى وينتهي مبرر وجودها ، اما الصنف الثاني فهي القوى الشريكة للاحتلال وعلاقتها به علاقة تخادم اي انها تخدم الاحتلال مادام يلبي رغباتها فان لم يفعل هددته بتعكير الاجواء ، وهذه القوى لا تطلب من الاحتلال سوى اشباع هوسها المرضي بالمناصب والاموال ، فهي تريد السلطة والامتيازات لا غير ، ليس لديها ارتباط بوطن ولا شعب ولا مشروع ولا هدف ، السلطة والمال هما هدفها المقدس وان كانت عاصفة الخطابات التي تثيرها مليئة بالشعارات والادعاءات الكبيرة ، هذان النموذجان (ادوات الاحتلال)و (شركاء الاحتلال) هما اللذان يسميهما اعلام الاحتلال بقوى الدولة !! والمقصود بالدولة هذا الكيان المزيف الذي يدعي الاحتلال بناءه ، ومن البديهيات ان الاحتلال لا يحتل الدول لكي يبنيها ويطورها بل يحتلها لكي يسرق ثرواتها ويهدم كيانها ويحول اهلها الى عبيد ، ويطبق نظرية فرق تسد الخالدة ، فتكون الوحدة الوطنية هي المستهدف الاول ، ويحرص على تقوية الفساد وحمايته ، وبعث الطائفية والكراهية ، انها دولة مقلوبة تكرس التبعية وتنشر الانحلال والالحاد والمخدرات وتصادر الهوية ، وتحارب قيم الامة ومثلها المقدسة وتسلخ الانسان من تأريخه ودينه ، وتريد ربط العراق بمنظومة التطبيع الصهيونية وتسميها الحضن العربي ، تفعل كل ذلك بمباركة الادوات والشركاء الذين تسميهم (قوى الدولة) وهم يرددون كالببغاوات الكلمات نفسها في كل مكان .
اما (قوى اللادولة) فهي التسمية التي يطلقها الاحتلال على قوى المقاومة والتحرير ، كنوع من الهجاء المشرف (اذا اتتك مذمتي من ناقص ...) طليعة الأمة التي ترفض وجود الاحتلال وتسعى لاخراجه ، وتقاوم مشاريعه المشبوهة ، وهي التي انبثقت من اوساط الشعب المعذب ومنها تشكل الحشد الشعبي وفصائل المقاومة ، وهي القوى التي دحرت داعش وافشلت الفتنة الطائفية ، وترفض تقسيم البلد ، وترفض بقاء القوات الامريكية فيه ، وترفض التطبيع مع الصهيونية ، وتسعى الى تحرير بلدها ، لكنها تشارك في العملية السياسية لتقوي وسائل عملها ولانقاذ ما يمكن انقاذه ، ولتخفيف وطأة الظلم والفساد على الشعب والسعي لبلورة مشروع وطني ، ولديها رؤية لاعادة بناء الدولة ومكافحة الفساد وانهاء المحاصصة واستثمار الانتخابات العادلة لتمكين ابناء البلد الاكفاء والنزهاء من الوصول الى مواقع السلطة.
اذن فالاحتلال يصنع المصطلحات ويوزعها على من يشاء لتكون مدحا لادواته وشركاءه وذما لاعداءه ، ومن يردد التسمية نفسها فهو من احد الفريقين اما اداة واما شريك ، هؤلاء يملكون كل شيء الا شرف الانتماء ، هذه هي حكاية قوى الدولة واللادولة ، لا اكثر من ذلك ولا اقل.
https://telegram.me/buratha