سميرة الموسوي ||
· في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الامام الخميني (قدس سره)
القراءة المتأنية ،والحيادية لما كانت عليه العلاقات العالمية من حيث ... رسوخ افكار الهيمنة في ذهنية الدول الاستعمارية وخصوصا أمريكا ، والاحادية القطبية الامريكية ،والطغيان الصهيوني وإستمرار تمدده على الاراضي الفلسطينة وسيطرته على القدس الشريف ،وضعف آمال الخلاص لدى المستضعفين من إستغلال دول التوحش الاقتصادي ... قبل وبعد ثورة الامام الخميني قدس سره ،وقيام جمهورية إيران الاسلامية .
بعد تلك النظرة المطلوبة سيتأكد لدينا الآتي :
إيران الشاه كانت مستباحة أمريكيا وصهيونيا وعلى يد الاجهزة القمعية المختلفة .
إن إيران الشاه كانت ترسانة أسلحة مكنتها من أخذ دور شرطي الخليج ،وليس لإيران أي دور مبدئي إسلامي يتناسب وتاريخها المعروف .
أثناء ذلك كان الامام الخميني يؤدي دوره الثوري المبدئي الاسلامي بين أوساط المجتمع ، ويعمل على بث الوعي الثوري إنطلاقا من مباديء الاسلام التحررية ،وسيرة آل البيت عليهم السلام ،ومنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
تجذرت أفكار وتحليلات ورؤى الامام بين أوساط الشباب وكذلك بين أوساط المفكرين والمثقفين وفئة الاحرار ، وإزداد هذا الرسوخ بعد مطاردة الشاه للامام الثائر ،وخروجه من إيران ، ومنذئذ بدأت رحلة الامام في التنقل بين الدول ، وكانت رحلاته غير مسبوقة في نوعيتها النضالية وكيفية إيصال الافكار الثورية الى المستضعفين في الارض خصوصا .
لم تكن أفكار الامام مخصوصة بالايرانيين فحسب ولكنها كانت أفكارا تحررية إنسانية تنسجم و عقل ومشاعر وضمير كل إنسان حائر ،ومستضعف ، ويائس ،ومعدم فقرا ، وكل صاحب نزعة تحررية من شعوب العالم ،ولذلك كانت مطاردة الطغاة للامام الثائر شرسة ،ولولا عناية الله وحفظه لما توانوا من تصفيته بدم بارد ، فالامام ولد من الرحم الانساني المحاصر بالمعاناة والظلم .. الرحم النقي المنسوج من مباديء الاسلام وإرادة الله لخلقه المكرم ... الرحم الذي لن يستمر بالحياة في جوف عالم يقتات على تجويع خلق الله فتشرب بالرفض ،والمقاومة المؤمنة بالنصر ، فالامام نسيج مبدئي إنساني إنبثق من عمق التاريخ واليوم الذي قال فيه جل وعلا .. ولقد كرمنا بني آدم ، وقال .. إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وإبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .. وقال ...وكان حقا علينا نصر المؤمنين ..
الامام الثائر شخصية إستثنائية ربانية رعاها الله وحفظها ثم بعثها الى هذا العالم لينقذ أمل المظلومين والمستضعفين من الجفاف وليهز عروش الطغاة فهزها وما زال .
كان الامام مسددا في نشاطه الرسالي بمدد من الله سبحانه وتعالى ،إذ يتعذر أن يقوم ثائر بقدراته الفردية مهما كانت إقتحامية من تثوير عشرات الملايين من مختلف فئات الشعب والاحرار في العالم وإيصالهم الى درجة الغليان المبدئي الاسلامي الانساني الثوري .
حين نضج (الزرع الانساني الثوري الخميني ) هب ثائرا مستقبلا عودة الامام الى وطنه ليتم إسقاط الشاه ونظامه ومن ورائه قوى الاستكبار العالمي .
كان إسقاط النظام الشاهنشاهي فعلا ثوريا متميزا تاريخيا يتسامى بشعب تكون بمستوى الافكار التي نشأ عليها وعيه .
مباديء الثورة الخمينية إمتازت على أعظم ثورات العالم بأنها تفجرت من أجل الانسان في كل مكان ولذلك تلاطمت الحكومات الظالمة من خطورة مباديء هذه الثورة ، وأتفقوا على محاربتها حتى اليوم ، ولكن الله يضاعف صلابتها ويضاعف أجر مناضليها ، وامتيازها الاخر هو إستمرارها بعنفوانها وكما خطط لها مفكرها ومفجرها فهي لم (تبرد حممها ) ولم ( تأكل ) ثوارها كما حدث في تلك الثورات فلقد سارع الثوار الى رعاية ثورتهم متفانين من أجل ديمومتها وما زال الامام الخامنئي يحمل الامانة الثورية الخمينية حتى أسقط بها هيبة الاستكبار العالمي ، وخزعبلات أسطورة القبة الحديدية الصهيونية في معركة سيف القدس التي بدأت في آخر جمعة من رمضان المبارك وكما حدد الامام الخميني يوم القدس في هذا التاريخ من كل عام .
الان وبفضل الله تتقدم إيران بالمباديء نفسها التي أسقطت أعتى الطغات وتدخل العلاقات الدولية ك ( لاعب ) مؤثر من أجل الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
وما النصر إلا من عند الله .
https://telegram.me/buratha