د.علي الطويل ||
أكثر من ثلاثين عاما مضت عندما ذهبت روح الإمام الخميني إلى بارئها ،فارتحل روح الله تقيا سعيدا مخلصا ومطمئنا بأن أرواح الأنبياء جميعهم وأرواح الائمة عليهم السلام راضية عنه ،وأن اوليائه قد استبشروا بقدومه، وكيف لا وهو من حقق أحلامهم وختم سعيهم جميعا في تحقيق ما طمحوا له وارادوه، فقد حقق دولة الاسلام المحمدي الأصيل التي حملت على عاتقها نصرة الدين ،والانتصار للمظلومين والفقراء والمستضعفين في عموم الأرض. وهذا غاية ماسعى له هؤلاء الصالحون في حياتهم ،
لقد زرع روح الله في أنفسنا الثورة ،وجذر في نفوسنا عدم الاستسلام للظلم، وربانا على مقارعة المستكبربن ،ووجه انظارنا إلى قضية كان الكثير يغفل عنها ،وهو اننا يجب أن نعرف عدونا ونشخصه ونعرف اساليبه وخبائثه اذا أردنا التخلص من الظلم ، ومنذ بداية حركته المبارك حمل شعار العداوة للاستكبار امريكا وإسرائيل ومن سار بركبهما، وشخص أنهما وراء كل مصائب المسلمين في العالم وكل المأسي والظلم الذي يلاحقهم في شرق الأرض وغربها ،وليس المسلمون فقط بل جميع المظلومين والمستضعفين ،وتشخيصه للعدو جعله يرفع شعار المقاومة العالمية وعدم الاستكانة في مقارعته ،وساهمت صفاته الشخصية ووميزاتها إلى أن يكون رمزا للثورة وللثائرين والمقاومين، فعندما نتحدث عن شجاعته فإنه يحضر في اذهاننا وقفته في وجه اعتى طاغوت في المنطقة تقف خلفه كل قوى الاستكبار بامكانياتها المختلفه ولكنه وقف في وجهه متحديا صلبا غير متردد ولاخائف بل مطمئن وواثق من النصر ،فاطاح بكل امال المستكبرين في غرب اسيا وحطم أحلامهم،
فكان الإمام الخميني بهذه الصفات وهذه الشجاعة وهذه الروحية والثبات هي من جعلته رمزا للمقاومة ومثالا حاضرا في كل تحركاتها وخططها ،فعندما أسس على يديه المقاومة العالمية ،فإنه يدرك أن الأعداء يجب أن لايهدأ لهم بال ويجب أن لايستقر لهم حال لأنهم ذلك سوف يجعلهم لن يتوقفوا عن إذلال المسلمين والمستضعفين، حتى حين رحيله (رض) فانه لم يغب عنها ،ففي يوم القدس نجده حاضرا ،وفي التصدي في غزه ومقاومة حزب الله ،وفي اليمن والعراق فإن شعار المقاومون مشتق من منهج ذلك الثائر العظيم الذي الهم فيهم روح الشجاعة والمقاومة .
لقد ضن الأعداء واهمون أن بارتحال الإمام الخميني (رض) سوف تستتب لهم الأمور وتزال عقبة كأداء من طريقهم ، ولكنهم نسوا أن الإمام الخميني ليس شخص بل منهج ونظام متكامل، فإذا ارتحل الخميني الكبير ،فإن الأمانة بيد رجالها ، وأن شعاره اننا لانظلم ولا نرضخ للظالمين ولانتصالح معهم وندعم المظلوم ، فإن ذلك منج وليس شعار ،فقد ارتحل الخميني ولكنه بهذا المنهج لازال قائد وملهم ولازال حاكم ومطاع ،
https://telegram.me/buratha