عبد الحسين الظالمي ||
ظاهرة العداء عند البعض للجمهورية الاسلامية ورفع شعار ايران بره بره هل هو حقيقة وهل فعلا ان هذا الشعار يعبر عن راي الشعب العراقي وخصوصا ابناء الوسط والجنوب واذا كان الجواب كلا فما هي الاسباب ، صراحه هذه الظاهرة تحتاج الى بحث ودراسة للوقوف على الاسباب الحقيقية لها وبيان مدى واقعيتها
وذلك ما نحاول ان نسلط عليه الضوء في هذا المقال ولكونه طويل بعض الشىء وضعناه في جزئين ......
الجزء الاول .
· ماهي مشكلة البعض مع ايران في العراق ؟
هل عداء البعض للجمهورية الاسلامية في العراق جاء نتيجة تدخلها في الشأن العراقي فعلا ؟. ام ان مشكلة البعض مع ايران مشكلة عقائدية منهجية ؟. ام انها مشكلة اقتصادية
ام مشكلة عرقية ؟ ، ام مشكلة نفسية ناتجة من اثار الحرب الايرانية العراقية عند البعض الذي يتبنى شعار ايران بره بره ؟. واين نجد مساحة انتشار وانتماء هذا البعض الذي يتبنى شعار ايران بره بره ؟.وهل هذا هو فعلا راي الشعب العراقي ام لا ؟ .
اسئله يجب الاجابة عليها بكل حيادية وانصاف وتجرد .
اولا : لاشك ان منهج النظام السابق وتغذيته الفكرية لوسائل الاعلام كانت تعتمد على اثارة البعد الطائفي القومي بين الشعب العراقي والشعب الايراني وخصوصا لدى الكوادر البعثية انذاك خصوصا وان النظام قد اشعل حربا مع الجاره ايران كان يتمنى ان يخرج منها بطلا قوميا خصوصا وان هذه الرغبه تنسجم من الرغبة الامريكية ورغبة بعض الدول العربية ومنها الخليجية ولم يجد النظام سببا واضحا للاثارة سوى التركيز على البعد العرقي والطائفي.
لذلك كان يركز على تكرار عبارة الفرس المجوس العبارة التي تتكرر يوميا عشرات المرات في كل وسيلة ونشرة اخبارية هذا الضخ الاعلامي الذي استمر طيلة حرب الثمان سنوات ، و مع اثار التغير للنظام ونقمة البعثين على الوضع الجديد خصوصا وان اغلب الوضع الجديد ينسجم فكريا مع الوضع في الجمهورية الاسلامية ( مذهبيا ) مما جعل البعثين ومن يقف خلفهم وبعض من يدعون المدنية يناصبون العداء للجمهورية الاسلامية ويغذون الافكار التي تعمق الخلاف كلما سنحت لهم الفرصة ،
لذلك نراهم يستغلون اي تجمع لرفع شعار معادي لهذه العلاقة مركزين على البعد العرقي فرس مجوس ، الدولة الصفوية ، احتلال جزر الامارات هذا كان وقود اضخم ماكنة اعلامية موجه لتحقيق هدف معين وهو تعكير العلاقه بين الشعوب العربية والشعب الايراني لتحقيق هدف ابعد وهو ( منع اتباع اهل البيت من عمق استراتيجي هم احوج مايكون له في نهضتهم الجديدة بعد انتصار الجمهورية الاسلامية ذلك الضخ الاعلامي بالتاكيد ترك اثار ورواسب سلبية في نفوس البعض .
ثانيا : عملية التغير بحد ذاتها تمت في المحصلة النهائية على يد قوات احتلال لدولة تناصب العداء لنظام الجمهورية الاسلامية فالولايات المتحدة الامريكية تعتبر ايران من الد اعدائها في المنطقة ووجود جيش جرار لدولة تعادي ايران في دولة محتلة ( العراق) لها حدود مشتركة تصل الى ١٤٠٠كم يثير مخاوف الطرفين ايران قلقة من وجود امريكي في حدودها الشرقية افغانستان وفي حدودها الغربية في العراق مما يجعلها تخطط لدفع مخاطر هذا التهديد بالمقابل تخشى امريكا من ايران افساد خططها في العراق كما افسدتها في افغانستان لذلك جندت كل ادواتها لقطع اي امتداد ممكن بين الشعبين ومن هنا بدء الصراع في العراق وفي المنطقة برمتها بين المحورين .
ثالثا : الوضع الجديد بالعراق لا يروق ابدا لمحيط عربي غير منسجم مع حكم الاغلبية التي افرزته عملية التغير بالعراق والتي جاءت عمليا بغير ما تشتهي السفن للدول المحيطة بالعراق مما جعل الجهود تتظافر مع الجهود الامريكية لتطويق العلاقة مع ايران ومنع ايران من اي فرصة في العراق ، هذه السياسة هدفها. تطويق ايران اولا وابقاء العراق ضعيف ثانيا لان ضعف العراق يصب في مصالحة دور الجوار ومع تكرار تجربه مماثلة للتجربه الايرانية وان كانت غير ممكنة في وضع العراق لاسباب لانريد الخوض فيها .
ثالثا : فشلت كل خطط منع ايران من مجابهة المشروع الامريكي والاقليمي و تقويض تاثيره على الوضع بالعراق والمنطقة لذلك ركز الجانب الامريكي وحلفائه على نغمة تدخل ايران في الشأن العراقي متناسيا وجودهم العملي في ارض وسماء العراق وتدخلهم في القرار العراقي بشكل مباشر ( السفير الامريكي والسفير السعودي بالاضافة الى المال الاماراتي )
ورغم ذلك يركزون على تدخل ايران بالشأن العراقي
مستخدمين اسلوب الضخ الاعلامي لخلق راي عام
لهذه القضية فبدل عبارة الفرس المجوس البعثية استخدموا عبارة الجيش الصفوي والصفوية من قبل عملائهم وفيها رائحة البعد الطائفي مستغلين فكرة اختلال التوازن بين المكونات وعندما فشلوا في السناريو الطائفي
رجعوا لمخطط اخر هو الضد النوعي مستخدمين اشاعة الفساد بكل انواعه وبث الفرقه والتناحر بين الشركاء ونغمة الاحزاب الموالية ثم نغمة التركيز على الفصائل المسلحة الموالية وهيبة الدولة والذيول ( من يوالي ايران ذيل ومن يوالي امريكا ......) .يتبع...
https://telegram.me/buratha