هيثم الخزعلي ||
تحدثت تقارير المحللين السياسيين الاسرائيليين، آن حرب غزة هي اخر حرب تخوضها إسرائيل مع عدو منفرد.
ومبررات هذه الرؤية هو بناءا على ما تم ذكره سابقا في احد مقالاتنا والذي اسماه الصهاينة (حلقة النار).
حيث ذكروا ان الجمهورية الإسلامية وضعت حلقة من النار حول الكيان الصهيوني.
فمن الشمال حزب الله، ومن الشمال الشرقي فصائل المقاومة في سوريا والجيش السوري، ومن الشرق فصائل المقاومة في العراق - والتي قدروا ان لديها صواريخ وطائرات مسيرة ممكن ان تصل للكيان الصهيوني.
ومن الجنوب الحوثيين في اليمن- بالرغم من مسافة اكثر من ١٠٠٠ميل بين اليمن وآلكيان الصهيوني-الا ان الكيان وضع بطاريتي صواريخ جنوب ايلات خوفا من هجمات الحوثيين.
وقلنا في مقالنا السابق بأن المشهد كابوس بعيون الاسرائيليين.
فماذا لو قامت كل هذه الفصائل بالهجوم مرة واحدة على الكيان الصهيوني، واطبقت حلقة النار؟
ولكن تقديرات الصهاينة ان هذا لم يحدث لان الجمهورية الإسلامية منعت حزب الله من الاشتراك كي لا تجر المنطقة لحرب اكبر.
وان الجمهورية الإسلامية بدأت فعلا بالتحضير لحرب اكبر يشترك بها كل هذه الأطراف.
وان هذه آخر حرب تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينين لوحدهم، وآلشواهد لذلك :-
١-اقامة غرفة عمليات في بيروت بين حزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني لإدارة المعركة بين فصائل المقاومة في غزة وبين الكيان الغاصب.
٢-تصريح قائد فيلق القدس ( اسماعيل قاني) للتلفزيون الإيراني، ليس نحن فقط حلفاء لحماس بل فصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن وحتى باكستان وافغانستان، من المحتمل ان يشتركوا في الحرب ضد الكيان الصهيوني.
٣- طلب السيد بدر الدين الحوثي من حماس ان تسمح لهم بمهاجمة الجيش الاسرائيلي بمسيرات وصواريخ ورد حماس ليس بعد، أي آن هذا الأمر سيحصل ولكن لم يحن أوانه بعد.
٤- اتصال بعض فصائل المقاومة العراقية بحماس والجهاد الإسلامي يؤكد مدى الترابط بينهم وبين المقاومة في غزة.
هذا يعني ان هذه آخر حرب ستخوضها إسرائيل ضد عدو واحد.
وان ما منع كل هذه الفصائل من الاشتراك هو تريث الجمهورية الإسلامية وانتظار وقت تصبح فيه أقوى.
ورجوع الولايات المتحدة للاتفاق النووي سيجعل إيران أقوى، لأنه يسمح لها بامتلاك السلاح النووي في عام ٢٠٣٠وهذا ما يجب أن يعمل الصهاينة على وقفه.
وتصريح نتنياهو الذي رشح لوزارة الأمن القومي الصهيوني، بأن الولايات المتحدة ذهبت باتجاه مصالحها، وعلينا أن نذهب باتجاه مصالحنا.
وان نعمل كل شئ لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فهم يعتقدون ان امتلاك إيران لسلاح نووي سيوفر مظلة لحماية كل هذه الفصائل في الصراع مع الكيان الصهيوني.
والذي اغتقده بأن الكيان سيعود لمشاكسة الجمهورية الإسلامية لعرقلة الأبحاث النووية.
كما أنه سيعمل على كسر حلقة النار باستهداف طرق الإمداد اللوجستي اولا في غرب العراق وشرق سوريا، ففي العراق اعتقال قائد عمليات الانبار (قاسم مصلح) يأتي في هذا السياق.
كما أن تغريدة (ايدي كوهين) قبل ايام بأنه يتم التحضير لعملية، تنطلق من شرق سوريا بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها.
وهذه تعتبر اول خطوات معالجة نقاط الضعف ومحاولة كسر (حلقة النار).
والمطلوب منا كمحللين ان نحاول للتنبوء بالخطوات اللاحقة في سيناريوهات العدو للمنطقة.