المقالات

عالم ما بعد الامام الخميني رض وثورته ليس كما قبله

1275 2021-06-04

 

مثنى الطائي ||

 

·        إرادة الاقتدار في مواجهة غطرسة الاستكبار ج3

 

في كل مناسبةٍ تتعلق بإمام الامة الراحل الامام الخميني رض لاسيما ذكرى وفاته والذي نعيش ذكراها اليوم تذكرنا دوما بثورته المعطاء وتأخذنا الى حيث بحر عطاءها لننهل من فيض مبادئها التي لا تنضب لتكون لنا خير ملهمٍ في امور ديننا ودنيانا ،  إن ما قامت به الثورة الاسلامية في إيران وما تسببته من إسقاط النظام الشاهنشاهي الطاغوتي المستحكم على مجمل منطقتنا وعمالته لقوى الاستكبار بقيادة الامام الراحل حيث إنها تُمثل إنعطافة جديدة قد غيرت مجرى التاريخ ورسمت مسيرة جديدة للبشرية وبدأت بتدوين حُقبة جديدة وعصرٍ جديدة قد تغيرت فيه الموازين واستبدلت فيه المفاهيم السائدة بأخرى مثلت قيم الاسلام واحكامه في العدالة ومجابهة الظالمين بما يتلائم مع الصورة الحقيقية والرؤية الحقه للاسلام وتعالميه وآدابه وسُننه بعد إن استحكمت أنظمة الكفر وحكام الظلال وما مارسوه من طمس الهوية الحقيقية للاسلام ومحاربة أئمته ع وإقصاء قادته وابعادهم عن مواقع قيادة الامة وإدارة شؤونها .

وبعد إن استحكمت قبضتهم وقويت شكيمتهم وتفردهم بالتسلط على دين العباد وامور دينهم بسبب ما افرزته الامة من خُذلان ابناءها المتخاذلين وغفلتهم عن قضيتهم ومشروعهم ، حتى جاء اليوم التي أشرقت به نور شمس الاسلام الساطع من جديد لتُنير بضياء هُداها قلوب المؤمنين وتوقد فيها شُعلة الانتصار والثأر للقيم والدين بعد إن خيمت سُحب ظُلام اليأس أفئدتهم حتى جاء ذلك الرجل العظيم لينهض من وسط تراكمات الزمن ويحدث ثورة القلوب قبل ثورة الاوطان ضد الكفر والطغيان ليُحيي القلوب بعد موتها ويُنعش الآمال بعد يأسها ويُعز النفوس بعد ذُلها ، ويجدد روح الايمان وتعاليم الاسلام بعد طمسها ويحرك روح الثورة والانتصار للقيم ومجابهة الظالمين بعد قمعها .

إنها الثورة التي رسمت واوجدت البداية الجديدة لحركة المستضعفين في مجابهة المستكبرين وجعلت اهم اسلحتها عقيدة الايمان بالله والتوكل عليه في مواجهة اعتى اسلحة المتغطرسين والانتصار عليها   

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

تلك الثورة التي اصبحت مصداقا عمليا بأنتصار قوة الايمان على وهم الكفر والضلال وإنتصار عقيدة التوكل ع الله على خُدعة الثقة بالسلاطين والجبارين ، تلك الثورة التي أيقضت فيها العقول ونُبهت فيها الاذهان وحُركت فيها الضمائر والنفوس وصُححت فيها المفاهيم وايقض فيها الغافلون واُرشد فيها الحائرون وهُدت فيها عروش المتجبرون والقابعون على مصير الامم والمتحكمون في شؤونها

إنها الثورة التي اوقدت روح الاسلام من جديد بعد إن أراد أن يطفأ ذلك النور أعداء تلك المسيرة منذُ البدايات والايام الاولى لعصر صدر الاسلام من أعراب الجاهلية الاولى وحلفاءهم من اليهود ومشركوا قريش مرورا بكل خلفاء الكفر وأمراء الضلال وحكومات وأنظمة الظلم ومحاربتهم لنبي ص هذه المسيرة وخلفاءه من الائمة المعصومين الهداة ع وما قاموا به من تسفيه العقول وتضليلها بالقاء الاكاذيب والشبهات لاجل ابعاد الامة عن قيادتها الحقيقة ، حتى توارثها سلفٍ عن سلف ، فما كان قد نعتوا به أئمتنا بالامس من اكاذيب قد نعت به اسلافهم قادتنا ومراجعنا اليوم لاسيما امام الامة الراحل لتبقى الامة ويبقى المسلمون يرتعون تحت نيران الوهم والجهل والتخلف والعصبية والعبودية والقبلية ليضمنوا تسلطهم ويحكموا قبضة تجبرهم على عرش قيادة هذه الامة ومحو صورة الاسلام الاصيل

فما تحلت به تلك الشخصية من شمائل وما تميزت به من فضائل وما تمتعت به ملكاتٍ وخصال شملت على العرفان والفقاهة ، والفلسفة والسياسة ، والقيادة والكياسة ، والبصيرة والحكمة والتقوى والمعرفة تجعلنا امام شخصية نادره في وجودها كبيرة في عطاءها فريدة في فيوضها الالهي تلك الشخصية التي حفرت عنوانا لها في ذاكرة التاريخ والزمن لم يستطع احد محوه وطمسه ، ما كانت تلك الثورة أن تكون ويُكتب لها كل هذا النجاح ويُرسم لها كُل هذا النصر ويستديم عطاءها وتتنامى بركاتها ويتعاظم اقتدارها رغم كل المعاناة والتحديات ورغم كل الصعوبات والعراقيل والتضحيات والمنغصات وخطط الاعداء في رسم المؤامرات بأخماد وهج ثورتها وهي في مهدها من حروب داخلية وخارجية وتحدياتٍ أمنية وتصفياتٍ جسدية لقادتها، ومضايقات اقتصادية وفتنٍ ومؤامرات داخلية وغيرها لولا الدافع الالهي والهدف الرباني والاخلاص الذي انبثق من قلب ذلك العبد العارف بالله في إقامة حكم الله في الارض واحقاق الحق وإبطال الباطل ومجابهة الظالمين وممانعة المستكبرين .

حتى قال في حقه المرجع والفيلسوف الكبير سيد شهداء العراق السيد محمد باقر الصدر رض "إن الامام الخميني حقق حلم الانبياء" وقال ايضا: "كُنّا نَسمع في التاريخ كيف ينتصر الإيمان علىٰ السيف وكُنّا نؤمن بذلك غيبًا أمّا اليوم فَقد جسّد ذلك الإمام الخُمينيّ عمليًّا ، حيث قال ايضا: ‏" ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام ، كيف تطلبوا مني أن لا أؤيد الإمام الخميني وقد حقق ما كنت أرجوه وأسعى اليه ، إنكم تطلبون المستحيل ولن أبخل بحياتي إذا توقف عليها تحقيق هدفي "

تعلقوا ايها الاحبة بهذه الثورة روحًا وفكرا ونهجا فإنها على نهج الحق وهُدى المعصومين ص وتيقنوا إن تلك الثورة المِعطاء ومفجرها وصاحب رايتها وقائد مسيرتها فيما بعد وما اوجدتها من عِزةٍ للامة وما احدثتهُ من اقتدارٍ لها بعد استضعافها واستعبادها من قبل قوى الظلم وأنظمة الاستكبار هي تمثل الشرارة والإنطلاقه الاولى لعصر الظهور الشريف والممهد الاساس له وفاتحة بوابة العلامات ليبدأ عصرٍ جديد وإشراقةٍ جديدة يمهد فيها المؤمنين بها والمنتظرين لامام زمانهم إقتدارٍ يُجسد العزة الالهية ويُحقق النصرة المهدوية إن شاء الله تعالى

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك