قاسم العجرش ||
عام 1979، وبعيد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران بقليل، وفي أول إحتفال بمناسبة الخامس عشر من شعبان، لفت نظر صحفي أمريكي، حماس الشباب الإيرانيين، وهم يرفعون معالم الزينة في الشوارع والساحات، فسألهم: ما المناسبة؟ فإجابوه أنها ولادة الإمام ..
سألهم : أههههم ؛ ولادة الإمام الخميني؟!
فأجابوه:لا..!.. إنها ولادة الإمام الكبير؛ إمام “بزركـ” باللغة الفارسية، والإمام الخميني ليس كذلك، بل هو إمام “كوجك” يعني صغير باللغة العربية!
قال الصحفي:أهههههأ؛ إذا كان “كوجك” إمام قد صنع بأمريكا هذا الذي صنعه، فيا ترى ماذا سيصنع بها “بزركـ” إمام؟!
لا اعلم صحة هذه الرواية اللطيفة، لكنها سواء صحت أم لم تصح، فإنها تحكي عن الأثر الكبير الذي أحدثته الثورة الإسلامية، التي وضع أسسها وقادها الإمام الراحل، وتحكي عن أن الغربيين قد قرأوا تراث الشيعة الفكري جيدا، واطلعوا عليه إطلاع الفاحص الدارس المتمعن، وأنهم يعلمون تماما أن نهاية التاريخ، سنرسمها نحن أتباع الإمام الكبير، أو”إمام بزركـ” كما ورد في اللطيفة الآنفة..
لكن الذي لا يعرفونه، أن ثمة خط مستقيم، يربط بين إمام “كوجك” و إمام “بزركـ”، وأن هذا الخط موجود على أرض الواقع، وليس من خيالات الشيعة، فإمام “بزركـ” وعلى مر العصور، وسواء كان هو السيد الخميني طقد” أو من سبقه أو من تلاه، هو النائب الرسمي لإمام “بزركـ”، وأن هذه النيابة حقيقية وليست إعتبارية!
وفقا لهذه الرؤية العملية، فإن كل التصرفات العملية، والبناءات التي أسس لها وبناها الإمام الخميني “رض”، كانت بعين وتوجيه، أو على الأقل برضا الإمام الكبير، المهدي المنتظر عجل تعالى فرجه الشريف، وهذا ما فهمه كثير من قادة الفكر والرأي عالميا، وبينهم أمريكان طبعا!
يوم الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير 1979 م شهد حدثاً تاريخياً هاماً، تجسد في لقاء بين مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رحمه الله)، ووزير العدل الاميركي آنذاك رمزي كلارك، كان اللقاء في خضم تحولات سياسية هامة على الساحة الايرانية. وبعد هذا اللقاء صرح الوزير الاميركي قائلاً: “اعتقد ان الازمة الايرانية لا يمكن حلها بتاتاً دون مشاركة آية الله الخميني”.
كلام قبل السلام: وضع النقاط على الحروف، كان فيما ما قاله العالم والمنظّر الأمريكي المعروف (لفين تافلر):” لقد استطاع الإمام الخميني من خلال الاستفادة من قوة المذهب، السيطرة على جزء كبير من القوة التي كانت لسنوات تحت سلطة الدول، عندما أصدر الإمام الخميني(رض) فتاوى إهدار دم سلمان رشدي، في الواقع كان يرسل رسالة تاريخية لجميع قادة العالم، عجز عن تحليلها كثيرين، فلم يكن المحتوى الأساسي لرسالة الإمام شيء،سوى حلول عصر جديد من الحكم العالمي، ينبغي على الغرب أن يدرسونه بدقة.”
سلام…
https://telegram.me/buratha