سميرة الموسوي
مظلومية الشيعة؛ هي : كل ظلم يقع على الانسان حيثما كان وفي أي زمن،أو وقت،وليست مقتصرة على ماوقع أو يقع لهم.
هذه هي حقيقة المظلومية التي فسرها البعض على إنها ما وقع من ظلم لآل البيت عليهم السلام ولشيعتهم فحسب ، وتناسوا أن المذهب الشيعي رسالة مبدئية إسلامية إصلاحية إنسانية لا يحد هدفها زمان أو مكان ، وهي بالضرورة إقتحامية مقاومة( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) ووفق منهج إمام المتقين في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية، وبذلك فإن الشيعي ثائر، مقاوم بطبيعته الفكرية والعقيدية وإن رفض الظلم حيثما كان في صميم وجدانه، ويشكل محورا من إنسانيته، وكان سبب واقعة الطف هو هدفها الذي حدده الامام الحسين عليه السلام بقوله ( إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين ) .
محاربة الحكام الظالمين للشيعة على مر التاريخ وحرمانهم من نيل حقوقهم القيادية يشكل جزءا من مظاهر مظلومية الشيعة ،إذ إن المظلومية مصطلح واسع الدلالة وليس تسمية لهم ، فهي لا تمثل ما إستقر في أذهان بعض من لا يبحث عن الحقيقة ، فألئك المنساقون وراء المفاهيم المغلوطة التي يبثها الحكام أو مأجوريهم صوروا المظلومية على إنها مطالب فئوية نفعية حرم منها الشيعة ، وهكذا خزن الناس هكذا مفهوم من مرويات بني أمية وبني العباس ومن جاء بعدهم من حكام ظالمين .
نقول أن مظلومية الشيعة ليست إستكانة أو إستسلاما للظالم وإنما كانت مقاومة لا هوادة فيها وسيبقون مجبولين على عدم الرضا عن كل من لا يعمل على إعلاء كلمة الله التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنهج إمام المتقين عليه السلام ،وحقوق الانسان حيثما كان ودون أي نوع من أنواع التمييز
المظلومية في يومنا هذا هي أي إعتداء وطني أو إقليمي أو دولي على حقوق الانسان التي أرادها الله لخلقه .
حتى لو كانت كل قيادات الدولة من الشيعة وهناك ظلم واقع فالحاصل هناك مظلومية ،ولو كان هناك إحتلال أو هيمنة أو إستغلال من حاكم على شعبه أو من دولة على أية دولة في العالم فالحاصل هناك مظلومية لان مظلومية الشيعة هي إعتداء على إنسانية الانسان .
من الامثلة الحديثة في العالم لمفهوم المظلومية هو موقف إيران الاسلامية التي تنتهج منهج إمام المتقين عليه السلام من الحركات التحررية في العالم ومساعدتها على ديمومة مقاومتها للظلم ، وما زال موقفها غير المسبوق في معركة سيف القدس يفعل فعله في المتغيرات الدولية لصالح فلسطين كما نذكر المواقف الاقتحامية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ودول أخرى إتخذت مواقف إنسانية إنسجاما مع مواقف الشعوب المنتهجة للنهج الانساني .
يقين الشيعة أن النصر من عند الله وإنه حق عليه سبحانه وتعالى ، وعليهم أن لا يستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه .
والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ..
https://telegram.me/buratha