✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 ثلاثون عاماََ كان لبنان يعيش خلالها بوجهين متلاصقين مختلفين تماماََ، كانت كافية لتفتيت المجتمع والإقتصاد وإفقار الناس ونهب أموالهم ومعها مدخرات الدولة حيث شكلت المؤسسات الحكومية والإدارات العامة مغارة كنز فتحها أصحاب كلمة السر العُليا ونهبوا ما فيها حَتَّىَ غَرِقَت الدولة بالديون والتضخم المالي والعجز في الميزانية،
هذا أحد أوجُه لبنان الإثنين الذي عاشها تحت سلطة اللصوص من دون خوف من الله،
[ أما الوجه الآخر كانَ مُقاوماََ تحريرياََ ملؤهُ العز والكرامة بإمتياز كانت المقاومة الإسلامية عنوانه الأعرض والأكبر على مدى ثلاثة عقود وأكثر تم بفضلهِ انتقال لبنان من الحضيض الى القمة بقرار مقاوم جريء تحدَىَ أميركا وإسرائيل.
[ وجهان لبنانيان مختلفان تماماََ عاصرآ بعضهما البعض وعلىَ مرأىَ ومسمع كليهما من دون أن يكون هناك أي مساحة وسط تجمعهما.
هذا النظام إنكشفت عورتهُ وبدءَ يحتضر وسيلفظ أنفاسه الأخيرة مهما حاول إنعاش ذاته لإنقاذ نفسه في لحظات فات فيها الأوان عليه وأصبحَت حكاية العودة الى الوراء من الماضي المستحيل.
[ وحدها المقاومَة كانت ولا زالت في المقدمة شامخة عزيزة، يحاول البعض التمسك بعربة قطارها الغير متوقف علَّهُ يربح نفسه ويستطيع حجز مقعد له قبل أن يستحيل الصعود.
[ للركوب في قطار السلامة أو سفينة النجاة مع هذه المقاومَة يحتاج الى تذكرة سفر من دمشق التي رَدَّت للأوفياء التحية بأحلى منها بينما بقيَ آخرين على رصيف الإنتظار علهُم يتلقون رداََ على تهنئَة قدموها للرئيس بمناسبة فوزه بولاية رئاسية جديدة، بعدما تلقى الرئيس عون والوزير جبران باسيل رداََ من الرئيس بشار الأسد على تهنئته بفوزه في الإنتخابات الرئاسية اول من أمس.
[ سعد الحريري العالق بين الإشاعات والرفض السعودي يترنَح قبل الضربة القاضية التي ستوجهها له مملكة (خيره؟) وحزب الله الذي نأى بنفسه عن التدخل بموضوع التشكيل الحكومي قَرَّرَ عدم إقحام المقاومة في خلاف لا ناقة ولا جمل لها فيه وخصوصاََ أن لا عُقَد شيعية في ملف التشكيل، كما أتخذ الحزب قراراََ إستراتيجياََ بعدم إقحام الطائفة الشيعية بخلاف مع السُنَّة أو المسيحيين من خلال وقوفه مع طرف بوجه الآخر.
وبينما البعض يتهم حزب الله بالتخلي عن شريكه الرئيس عون من خلال الحياد إلَّا أن الأمين العام للحزب دعا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف من على شاشة التلفزيون لكي يبادرآ الى اللقاء والنقاش وحلحلة الأمور بتَفَهُم وهدوء،
** إن صبر قيادة المقاومة في لبنان لن يدوم طويلاََ على عدم تشكيل الحكومة ولن تسمح بإبقاء البَلَد رهينة بيَد سعد الحريري الذي لم يمتلك الجُرأَة على إتخاذ قرار واضح ينقذ البلاد من الغَرَق.
[ الطائفة السُنِّيَة الكريمة في لبنان أفرغها الحريري الأب ثم من بعده الإبن البار سعد من الشخصيات الوسطية النظيفة الكف؟ حتى باتت تفتقِر إلى شخصية معتدلَة وسطية من الممكن أن تشكل الحل الأنسب لمسألة تشكيل الحكومة.
**القادم على لبنان سيكون قاسياََ جداََ إذ لَم تبادر الأطراف الأساسية في البرلمان الى التوجه نحو حَل يجنب البلاد مخاطر الإنزلاق بالفوضَىَ التي إن حصلت لن ينجو منها طرف ولن يكون أحد بمنأى عنها، وعلى كافة القُوَىَ السياسية أن تدرك أن ما تبقى لهم من أيام في السلطة هي معدودات،
أما بعدها إذا لم يتقوا الله ستكون العاقبة لغير مصلحتهم وستشكل نهاية غير محمودة لهم، وننصحهم أن لا يُتعبوا حالهم لأن محاولات تدوير أنفسهم لا طائل منها لأنهم بقايا أستُنفذَ كل ما فيهم من لصوصية لا خير فيها ولم يبقى إلا ما هو للتلف من نفاية النفايات.
**الإنتخابات القادمة في لبنان ستكون تحالفاتها محرجه للجميع ومعقدَة للغاية، لأن مَن يريد الفوز فيها من نظيفي الكف عليهم أن يبتعدوا عن الموبوئين بداء اللصوصية وإلَّا سيدفعون الثمن بسببهم مهما كانت تضحياتهم كبيرة،
لأن الجوع والمذَلَّة التي يعيشها اللبنانيون جَرَّاء ما فعلته بهم السلطة الحاكمة هو أكبر من أن يُبلَع أو يُنسىَ أو يُشطَب بخطاب.
حتى أن أي محاولة لتبرير موقف أيٍ من لصوص الحكم السابق ستدفع بالناس لمجاكرة الجميع والإمتناع عن التصويت أو البحث عن طرف ثالث يكون البديل.
♦ حذاري قبل أن تقع الفآس في الراس.
✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha