المقالات

استهداف قادة الحشد رسائل لإرضاء خصومه وأعدائه

1206 2021-05-29

 

عباس سرحان ||

 

لم يكن اختطاف القائد في الحشد الشعبي قاسم مصلح حدثا عابرا، بل كان حدثا يحمل  دلالات وله غايات خطيرة.

لكن قبل الوقوف عندها دعونا نتقصى الادعاءات التي سيقت لتبرير عملية الاختطاف والاسباب التي روجتها جهات رسمية غطاء لهذا الفعل.

ما تم تسريبه للاعلام ان مصلح "اعتقلته" قوة مشتركة عراقية - امريكية وفقا للمادة 4 ارهاب، وسارعت قنوات اعلامية مغرضة لتكييف عملية الاختطاف على انها جاءت بناء على حكم قضائي .

طيب اذا كان اعتقال مصلح تم بناء على حكم قضائي، فما هي التهمة الموجهة له والتي تندرج تحت طائلة الارهاب؟!.

فإذا اتُّهم الرجل بالوقوف وراء عمليات اغتيال ناشطين كما ذهبت بعض وسائل الاعلام الصفراء، فهذه العمليات جرائم جنائية، وليست ارهابية وتندرج ضمن قانون العقوبات العراقي تحت المادة 405.

وقد حوكم عدة اشخاص من المتظاهرين بنفس المادة "405" بعد إقدامهم على قتل الشاب ميثم البطاط في ساحة الوثبة والتمثيل بجثته، ولم يُتهموا بالإرهاب، وبناء عليه يمكن ادراج جرائم اغتيال الناشطين تحت نفس الصفة.

ولنفترض وجود خطأ في تكييف عملية الاعتقال، وأنها جاءت بناء على اتهام بالقتل وليس اتهاما بالارهاب، فما هي المعطيات التي استندت عليها الجهات التي اعتقلته؟.

فهل لديها اعترافات ضده من أشخاص متهمين بجرائم الاغتيال؟ أو لديها أدلة أخرى تثبت تورطه وتجيز لها اعتقاله؟.

نحن لم نسمع ان جهات رسمية معنية اعتقلت اشخاصا تورطوا بجرائم قتل الناشطين حتى نظن أن أحدهم اعترف بتورط مصلح بعمليات الاغتيال وهو ما حدا بالقضاء الى اصدار امر قبض بحقه.

لنفترض إذن أن الاعتقال تم بناء على الشك، والشك أمر مشروع لدى المحقق القضائي وله الحق في استدعاء من يعتقد بصلته بفعل جنائي.

 لكن ما يواجهنا هنا أن المحقق لايملك صلاحية الأمر باعتقال أي شخص لمجرد انه شك بتورطه دون توفر مسوغ قانوني، انما له حق الاستدعاء وهذا يختلف عن الاعتقال.

 فالمتهم الذي لا تتوفر ضده ادلة جنائية يمكن استقدامه بالتبليغ بالحضور وبطريقة تحفظ كرامته للاستماع الى اقواله دون هتك حرمته بعملية اعتقال مهينة.

واذا تجاوزنا كل تلك المؤاخذات في عملية الاعتقال وافترضنا ان اعتقال مصلح كان سليما من الناحية القانونية، فمن هي الجهة التنفيذية المخولة بتنفيذ أمر القبض، اليس الجهات العراقية هي المعنية بهذا الاعتقال، فلماذا يتم اشراك قوات امريكية فيه؟.

وهل اشتركت قوات امريكية بعملية الاعتقال إلا لكون الرجل متورط بفعل ما ضد الامريكان؟، وإلا فإنهم غير معنيين بعملية كهذه دون أن يكون لهم مصلحة فيها.

وهنا ترجح فرضية اخرى  تقول ان قاسم مصلح باعتباره قائدا لعمليات غرب الانبار الخاصة بالحشد الشعبي، منع دخول قوات امريكية قادمة من الاراضي السورية لقاعدة عين الاسد، كما اعترض على نقل ارهابيين وأسرهم من سورية الى العراق.

ومعلوم أن الجهات الامريكية تضع كل من يعارضها تحت لائحة الارهاب،  ولديها قوائم طويلة ضمت اسماء أشخاص وضعتهم على لوائح الارهاب الخاصة بها لكونهم عارضوا سياساتها لا أكثر ولا أقل.

فلا غرابة إذن في أن يكون القائد في الحشد الشعبي قاسم مصلح واحدا من أولئك الاشخاص الذين تصفهم أمريكا بالارهاب لسبب هي تقرره.

أما عن أهم اهداف عملية اختطاف مصلح، فما يراد منها هو اضعاف الحشد والنيل من هيبته وارسال رسائل الى خصوم الحشد في الداخل والخارج مفادها ان جهات عراقية بعينها يمكن ان تلعب دورا مهما في اضعاف الحشد.

ومن المؤكد ان هذه الجهات تطمح لارضاء لاعبين دوليين واقليمين مؤثرين في الشأن العراق رغبة منها في الحصول على مكاسب سياسية عليا في المرحلة المقبلة لاسيما وأن الانتخابات النيابية على الابواب.

غير أن شيطنة الحشد من خلال استهداف قياداته يأتي بنتائج عكسية على الصعيد الشعبي لأنه يعزز من التفاف الجمهور حوله ويحرج الجهات التي تقوم باستهدافه ومن يقفون وراءها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك