محمد كاظم خضير ||
منذ أن زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية وهذا الكيان الغاصب يخوض حروبا مباشرة وغير مباشرة مع الدول العربية المحيطة به، وحرب 48 وحرب 67 هذان الحربان كانت الغلبة فيهما لإسرائيل، وتمددت جغرافياً على إثرهما.
أصبح الشعار الإسرائيلي في مجابهة العرب هو “جيش لا يقهر”، ولم تتغير هذه النظرة إلى أن حقق العرب 73 المجيدة ، هذا النصر أخرج لنا معادلة عسكرية يعلمها الإسرائيلي جيداً، ولأجل ذلك أوجد مع حلفائه معادلة سياسية تخرج مصر والأردن من دائرة الصراع مع إسرائيل باستثناء سوريا، وكان ذلك في التوقيع على اتفاقية “كامب ديفيد ووادي عربه”.
َمعركة سيف القدس بين المقاومه وإسرائيل من العلامات الفارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فنتائج هذه الحرب كانت مزلزلة وقاسية للعدو الصهيوني في حرب 14يوم ، وكما يقال ” ما بعدها ليس كما قبلها ” فكانت نقطة تحول في تاريخ الصراع العدو الإسرائيلي، فحرب 73 أعادت الكرامة للجيوش العربية وكسرت مقولة الجيش الذي لا يقهر ، وحرب معركة سيف القدس أظهرت أن بيته أهون من بيت العنكبوت وان جيش الذي يهزم قد هزم.
نتائج معركة سيف القدس غيرت المعادلة العسكرية مع إسرائيل، فأوجدت أدوات الردع التي تألم إسرائيل، وهي صواريخ المقاومة الفلسطينية ، هذه الصواريخ خلقت توازن الردع معه، لسنوات التي تلي هذه الحرب سوف تاصل سياسة “الردع الاستراتيجية” بتعاظم قدرات المقاومة الصاروخية التي باتت واضحة عند الصهاينة. .
حرب سيف القدس كان يراد لها كسر المقاومة الاسلامية وتغير خارطة المنطقة (صفقة القرن) . .
هذا المشروع يراد منه خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة لرسم خارطة جديدة لشرق الأوسط وفق أهداف أمريكا وإسرائيل الجيوستراتيجية، وطبعاً الذي يعيقها قوى المقاومة والممانعة في المنطقة التي هي في عداء سياسي وعسكري مع الكيان الصهيوني ، لذلك كانت حرب معركة سيف القدس المنطلق لكسر هذه المقاومة بداية من فلسطين المتمثل في المقاومه الاسلاميه حماس وبعد ذلك يأتي الدور على البقية فهل نجح المشروع ؟
الجواب كان في الأيام 14من حرب معركة سيف القدس ، فرياح حربها لم تأت كما اشتهت السفن الإسرائيلية والأمريكية، وما بشرت به “صفقة القرن ” تبخر بسواعد رجال المقاومه ، ومن كانوا يدقون طبول الحرب ولا يريدون وقفها حتى إنهاء هذا المحور المقاوم من الخريطة الوجودية يصرخون بعد 14 يوم يطلبون وقف الحرب.
ان جون بايدن ايد هذه الحرب ” ”، لكن على مشارف نهاية الحرب جاء المندوب الأمريكي يطلب وقف الحرب بأي ثمن ونفس الطلب عاد وطلبه “بايدن ” وقال لابد لنا من وقف الحرب.
من هذه الحادثة رسمت معادلة جديدة في المنطقة، ولكن ليس كما تريدها الادارة الأمريكية ”، بل كما يريدها من يملك عقيدة الدفاع عن الأرض، وله قضية يحارب من أجلها ، واليوم نجني ثمار حرب معركة سيف القدس. .
إن فشل أمريكا وربيبتها إسرائيل في هذه الحرب هو الذي أوجد عند الإدارة الأمريكية خيارات الثالثه الأول حرب الاستنزاف هو قصف مواقغ المقاومة حلفائها كما حدث اليوم،في استهداف الحشد الشعبي في القائم الثاني فكرة (الجيش البديل) في محاربة قوى المقاومة والممانعة ، وهي القاعدة وأخواتها اللاتي ظهرا بعد إيقاف المعركة سيف القدس في سوريا والعراق ولبنان
وثالثا الحرب الناعمه ضد محور المقاومة واستغلال النواشيط في تظاهرات التي تحدث في العراق ولبنان .
اليوم المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة خلقت معادلة جديدة في المنطقة بعد معركة سيف القدس أجبر فيها الجيش الإسرائيلي على تغيير استراتيجيته في المجابهة العسكرية معه مفادها وجود توازن ردع نسبي بينه وبين المقاومه ، هذا يعني أن قدرة المقاومه الاسلاميه في فلسطين المحتلة في تحقيق إصابات دقيقة وحساسة في جغرافية العدو باتت واضحة، تُقرأ عند السياسيين والعسكريين الصهاينة قراءة دقيقة، وهذا بدوره أدى إلى الهدوء العسكري في جنوب غزه ، لتعرف إسرائيل ثمن أي تصعيد عسكري كبير ضد المقاومه ، وهذا هو التعريف الأمثل لتوازن الردع الاستراتيجي ، وهو من منجزات معركة سيف القدس التي وباعتراف الإسرائيليين غيرت جذرياً التعاطي عسكرياً مع المقاومة ، وقوة الخط السياسي والعسكري لقوى المقاومة والممانعة في المنطقة .
https://telegram.me/buratha