د.علي الطويل ||
من المفاهيم الخاطئة التي زرعها الإعلام المعادي في العراقي واغلب البلدان الإسلامية ،هي مفاهيم الوطنية الزائفة والمغلوطة التي انتجت مواقف مغلوطة تجاه قضايا الأمة، وزرع العصبية القومية المقيته لأجل أبعادهم عن نصرة قضايا الاسلام في أنحاء العالم، وعلى مدى سنين عديدة مضت تم الهاء الناس بذلك لأجل أهداف مستقبلية واضحة ومرسومة ،فتجد احد الناشطين يستخدم مصطلحات الوطنية وحب الوطن بمناسبة وغير مناسبة دون أن يدرك ابعادها او مدلولاتها ،وقد استخدمت مصطلحات الوطنية في قضايا معينة بينما يتم التخلي عنها في مواضع أخرى ،ففي العراق عند الحديث عن المرجعية فإن الحديث يدور حول مرجعية إيرانية اوغير إيرانية ، ومرجعية عراقية وعربية ،وعند الحديث عن التدخل الإيراني(هكذا) ويقوم شخص بموضوعية لتفنيد المغالطات وإعطاء الحقائق فإنه سيتهم انه ضد الوطن وهو شخص غيروطني او ذيل ، اما الحديث عن أمريكا والاحتلال الأمريكي وخرقهم لسيادة العراق فان الصمت والتدليس يكون إحد علامات الوطنيين ( الجدد) ،وظلت هذه القضية موضع جدل عميق بين من يبعضون القضايا الوطنية الذين تعلموا مفاهيمها في مدارس أعداء الوطن وتحت إشراف معلمين بارعين في غسيل الادمغة ، وبين الوطنيون الحقيقيون الذين يعطون الوطنية حقها ويبرزون في الدفاع عنها في مواضع الصراع الحقيقية ،وليس المفتعلة،
ان هؤلاء المبعضون للقضايا الوطنية المزيفون لمفاهيمها ، كان لهم دور كبير في أبعاد الناس عن القضايا الهامة التي تقع في دائرة اهتمام أبناء الأمة، فبحجة الوطنية يدعون إلى عدم الدفاع عن القضية الفلسطينية ،وبحجة الوطنية ينهون عن الحضور في يوم القدس كون من دعى إلى الاحتجاج في هذا اليوم هم الايرانيون ،وبحجة الوطنية فإنهم يسبون حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة لأنهم ذيول لإيران على حساب بلدهم ،والحديث هنا ليس عن مدعي الوطنية في العراق حسب ،وإنما يشمل جميع من تعلموا الوطنية وفق المفاهيم التي زقها الإعلام الإسرائيلي والأمريكي في عقولهم ،فأصبح الدفاع عن فلسطين سلوك غير وطني وفق مفهوم هؤلاء وحسب اعتقاداتهم .
ونعتقد بشكل كبير ان هدف زرع هذه السلوكيات وهذه المفاهيم إنما كان لأجل جر شباب الأمة عن قضاياها الأساسية والمصيرية وصرفهم عن اعتقاداتهم الاصيلة السائدة والتزاماتهم الحقيقية، واشغالهم بمفاهيم غريبة وتشويه أفكارهم وتشويشها تجاه معرفة وتمييز الأعداء والاصدقاء ،ولعل أبرز مصاديق هذه القضية هو معادات الجمهورية الإسلامية التي ساهمت في تخليص العراق من داعش ، والجري للصداقة مع أمريكا وإسرائيل رغم ارتكابهما للجرائم الفضيعة في العراق وبلاد المسلمين ، ومن ذلك دعمها لعصابات داعش التي كادت تمزق البلاد ، وكذلك الدعوة لعدم نصرة فصائل المقاومة الفلسطينية التي تسعى لتحرير الأقصى من رجس الصهاينة ،وفي مقابل ذلك، نجد من هؤلاء من يدعو للتطبيع مع الصهاينة ويروح لذلك ،وكل ذلك يجري تحت شعارات الوطنية وبحجج الحرص على الوطن ،وهنا يتضح الهدف الأساسي لمن درب هؤلاء وغسل ادمغتهم ورسخ في عقولهم هذه المغالطات والمتبنيات الوطنية التي لاتمت للوطنية بشيء،
وهنا أيضا تبرز أهمية جعل يوم القدس يوما عالميا لنصرة هذه القضية ، فعندما يسعى الصهاينة لابعاد اهتمام شباب الأمة عن هذه القضية بشعارات مختلفة ومنها الوطنية الزائفة ،وقيام الحكومات الداجنة بالهرولة للتطبيع، فإن نقل القضية إلى ضمائر الشعوب هو من يديم بقاء القضية حاضرة ولا تدرج في طي النسيان كما أراد الصهاينة بمساعدة الحكام العرب ، فشعار (انت عراقي شعليك بفلسطين) قد نسف بتلاحم الشعوب وتمحورها للدفاع عن قضية القدس في آخر جمعة من شهر رمضان ،ووقفتهم الداعمة للقضية ضد العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني .
18/5/2021
https://telegram.me/buratha