المقالات

هل يفلح معاوية في بلد الحسين؟!

1266 2021-05-18

 

مازن البعيجي ||

 

معاوية ويزيد يمثلان حالة وليس أشخاص، ومن السهل جدا  تكرار مثل هذه الحالة ليصبح أي منّا ممن لم يقف عند حدود أخلاق الحسين المعصوم الذي يمثّل وجه الشريعة المشرق والذي هو وجه الله سبحانه وتعالى .

وحالة يزيد ومعاوية التي برز لها مثل الحسين "عليه السلام" مقاوِمًا وهو يضحي بتضحية عظيمة سجّلها التاريخ بأنها ذات النوع والفريدة التي خُلِّدت على جيد الدهر والوجود كونها حالة حسينية مثالية معصومة لأنها تمثل السلوك  العملي على الأرض .

وعندما نقول الحالة اليزيدية فإننا نريد بذلك تلك التي تجعل من الإنسان يرفع شعار الدين والولاء والدفاع عن حصن الشريعة بل ومن خلال شعارات كاذبة كما شعارات معاوية ، وقد تصل تلك الحالة من حيث سبك تطبيقها والتمثيل لتشمل حتى نوع التصرف والعيش الظاهري بزهد علي "عليه السلام" إذ لبس جلباب الدين وهندامه ليخدع ما استطاع أن يخدع من عوام الناس إذ أن مثل معاوية ويزيد حالة شيطانية تتكرر بنفوس من ركنوا الى الدنيا وجمعوا حولهم من أصحاب المصالح والمنافع ومن يبحث عن دور وموائد ليكونوا على رأس الهرم لتراهم الأمة على حق حينما تخندقت امام إبن بنت نبيهم الذي يعرفونه حق المعرفة ولم تشفع له تلك المعرفة ، بل شكلت لهم عامل صمود ضده وضد مشروعه السماوي فأي انتكاسة تلك!!

وبعد ان انتهى يزيد من انتهاك حرمة الحسين "عليه السلام" وعياله وتصفيته جسديا ومن قبله مافعله ابوه بعليّ"عليه السلام" اقتضت سنن السماء أن يشعّ نور ثورته من خلال رجل معصوم وامرأة دون العصمة وهما في قيد الحبال والسلاسل غير أنهما أحدثا هزة بعيد الثورة زلزلت عروش الظالمين كما حدّث التاريخ ولم يخفى على متتبّع لينتصر الحسين الثائر بعنوان القضية التي تمثل السماء، والسماء تكفلت بنصر من يقف معها حتى قيام دولة العدل.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) محمد ٧  .

وأن تخذلوا الله العظيم يخذلكم ويزلزل اقدامكم ، منطق لا يختلف عليه عاقلين ولا يتخلفا عنه ، بل ولعل جواب مولاتنا زينب "عليها السلام" هو الآخر جواب الى كل من يعيش بجلباب الحسين في حقيقة  يزيد ومعاوية فسوف يُقال له:

(حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة، والأمورَ مُتَّسِقة، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. فمهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟! ) .

فإلى كل يزيد الطبع والتصرف والسلوك فردا كان او أمة حزبا كان او منظمة وغيرها في بلد عليّ والحسين "عليهما السلام" فليعلم أن لا مكان ليزيد ولا معاوية ولو وقف خلفك سبعون مليون لا سبعون الفا . فالحذر الحذر !!!

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك