ضحى الخالدي ||
وصف رئيس الوزراء الصهيوني السابق مناحيم بيگن العرب بأنهم لا يتعلمون لأنهم لا يقرأون، وقال عنهم وزير الدفاع الصهيوني السابق موشي ديان:
(العرب لا يقرأون و إذا قرأوا لا يفهمون و إذا فهموا لا يطبقون!)
لا بد لنا اليوم أن نثبت لهما العكس، وأن أمة إقرأ تقرأ، وتفهم، وتطبق.
وهذه نبذة من مفارقات أبناء الشتات الذين نطلق عليهم باللهجة العراقية مفردتي (لُفُو) و(لَمْلُوم)بمعنى الشراذم المتجمعين من شتّى الأصقاع في غير أرضهم أو مكانهم، وإخوتنا الفلسطينيون الذين عاشوا في العراق يعرفون معنى هاتين المفردتين.
من مفارقات گولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة و التي كانت تتدعي الإلحاد و العَلمانية والمدنية، أنها كانت تقود دولة قائمة على أساس ديني عنصري، وكانت تتباكى على هزيمة يوم گيبور (عيد الغفران) حيث عبور قناة السويس عام ١٩٧٣ لأن المصريين لم يحترموا عيداً دينياً لليهود .
هذه المرأة التي كانت تدير السياسة الإسرائيلية من مطبخ منزلها حيث تعقد الاجتماعات؛ لها مقولة شهيرة يوم وقفت على خليج العقبة و قالت : (إني أشم رائحة أجدادي في خَيْبَر.)
بعد انهيار الحلم الأميركي ظهر على الساحة الحلم الإسرائيلي المدني العلماني الذي يحارب العنصرية و الطائفية و عسكرة الشارع و الميليشيات من خلال رؤساء الوزراء التالية أسماؤهم و الذين هم كلهم من يهود شرق ووسط أوروبا (أشكيناز) و كلهم عنصريون، و أما هم ضباط في الجيش، او ميليشياويون،أو كلاهما :
- ديڤيد بن گوريون _مقاتل في الكتيبة ٣٨ من الفيلق اليهودي في الجيش البريطاني، و أول وزير دفاع اسرائيلي و مؤسس جيش الاحتلال الصهيوني على أكتاف (الميليشيات.)
- موشي شاريت_رئيس منظمة الصهيونية العالمية (حركة عنصرية بقرار صادر من الأمم المتحدة في زمن أمينها النمساوي كورت فالدهايم )، و ضابط في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الاولى .
- ليڤي أشكول_عمل في القيادة العامة التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني .
-گولدا مائير_عضوة منظمة العمل الصهيونية .
-ييگال ألون _قائد قوات البلماخ الصهيونية( سرايا الصاعقة في ميليشيا الهاگاناه - القوة الضاربة ) و لواء في الجيش الصهيوني.
-إسحق شامير_عضو في ميليشيا أرگون، وانشقّ في ميليشيا شتيرن، و ضابط في الموساد، و رئيس ميليشيا (ليحاي)السرية .
-شيمون بيريز_مسؤول الموارد البشرية و شراء العتاد في ميليشيا (الهاگاناه) و مدير عام في في وزارة الدفاع الصهيونية و هو بعمر ٢٩ عاماً، و مؤسس البرنامج النووي الإسرائيلي في ديمونا، و ضابط في الموساد .
-مناحيم بيگن_قائد ميليشيا أرگون و موحّد نشاطها مع الهاگاناه( قائد مجزرة دير ياسين ).
-إسحق رابين_جنرال في جيش الاحتلال الصهيوني و وزير دفاع .
-بنيامين نتنياهو_مقاتل كوماندوز (قوات خاصة) في جيش الاحتلال الصهيوني، و إستخبارات القيادة العامة .
-إيهود باراك_جنرال في جيش الاحتلال الصهيوني، ووزير دفاع.
-آرييل شارون_لواء في جيش الاحتلال الصهيوني، و وزير دفاع (مجرم حرب)
-إيهود أولمرت_مقاتل في الكتيبة ٢٣ لواء گولاني أكبر ألوية جيش الاحتلال الصهيوني.
ليس هذا فقط بل من مفارقات أبناء الشتات؛ أن اليهود في أوروبا كانوا يعيشون معزولين منبوذين في أحياء تسمى (گيتو) محرومين من أبسط الحقوق، وقد أقيم مؤتمر مسيحي في القرن السادس عشر سُمح بموجبه بإعطاء اليهود بعض الحقوق، وسُمح للمسيحيين بالتعبّد بالتوراة إضافة للإنجيل، و جُمِعا في كتاب واحد أُطلق عليه (الكتاب المقدس).
في ذلك الوقت سيطر المذهب الكاثوليكي على أوروبا من پولندا شرقاً الى بريطانيا غرباً وكان المذهب الأرثذوكسي و لا يزال مقتصراً على ما تبقى من شرق أوروبا و اليونان و روسيا، أما البروتستانتية فكانت في المراحل الجنينية، مع ملاحظة أن محاكم التفتيش قد اقتصرت على اسبانيا و البرتغال و مناطق محدودة من فرنسا.
ومن ضمن الحقوق التي حصل عليها اليهود بعد عدة قرون؛ دخول ابنائهم للمدارس المسيحية الكاثوليكية.
عاد طفل يهودي من المدرسة الكاثوليكية الى والده متسائلاً : ( في معبد الگيتو علمونا أن إلهنا "يهوه "، و في المدرسة يعلموننا أن الآلهة ثلاثة ، كم إلهاً لنا يا أبي ؟! )
فأجابه الأب : (يا بني لهذا العالم إلهٌ واحد، و نحن اليهود لا نعبده!!)
.....
اللهم "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين"
https://telegram.me/buratha