سميرة الموسوي ||
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69 ) العنكبوت
صدق الله العلي العظيم
هذه ليست سطور مديح أو إشادة بمزايا حياة مناضل عنيد شق ويشق الطريق بصدر إقتحامي متمترس بإيمان مدجج بالحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وهي ليست كلمات تهدف الى رفع المقام الى مستوى الاستحقاق ،وإنما هي محاولة لوضع بعض بيادر الاستحقاق في المقام المتسامي الذي يزدهر به الامام الخامنئي دام ظله ،لكي نقف معا على ما نريد أن يشاركنا المؤمنون بمعرفته من قامة عالمية سامقة نوعية تهدف الى خلق معايير إنسانية تعبر عما يريده الله لخلقه في كل مكان .
الامام الخامنئي دام ظله ليس مرشدا إيرانيا أعلى ( بالتوصيف الجغرافي ) يهدف الى رفع وتيرة التنمية الايرانية على أصعدتها كافة ، فهذه مهمة قائد متفوق وأقل من مهمة مرشد إنساني أعلى .. مرشد إنساني أعلى وولي فقيه .
المهمة أكبر من ذلك لانها رسالة إسلامية إنسانية شيعية ،وهي راية مشعة بالمدد الالهي ، حملها ويستمر بحملها أهل بيت النبوة عليهم السلام ،حيث قال تعالى .. إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .. وأهل البيت هم الذين خصهم الله بحكمة ومدد لا تزدهر إلا بحياة منذورة من أجل الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ،أي أن تمتزج تماما الحياة الشخصية بحياة نضال موضوعية من أجل المباديء الاسلامية الانسانية ، بمعنى مقارب كثيرا لتلك اللحظة التي غار فيها سيف الغدر في هامة إمام المتقين ، حيث تجلى بابهى الدلالات إمتزاج الخاص بالعام، الشخصي بالموضوعي حين قال أن الغادر أسير حتى أرى فيه رأيي وإلا فهي ضربة بضربة .فهذا هو الفعل الاسلامي الانساني الذي يمزج القلب بالعقل والفردي بالانساني .
الامام الخامنئي يقف ذات الموقف من قضايا العالم المصيرية ، فموقفه عالمي إنساني وليس وطنيا إيرانيا فحسب ، ولذلك فإن الاستكبار والظلم على أي دولة في العالم هو ذات الاستكبار على إيران وشعبها ، ومتى ما جد الجد وحمي الوطيس فإن الاذرع الايرانية المسددة ستكون سيدة موقف الحق والحرية ، وهذه هي رسالة المرشد الاعلى ، الولي الفقيه ، المختصرة بشدة بكل دلالات الاية ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) أي إن مهمة إنتزاع حق المظلوم من المستكبر هي رسالة الولي الفقيه .
الموقف الرباني الذي خص به جل وعلا المرشد الاعلى هو أنه يمزج بين مجريات حياته الشخصية وبين الانجازات الوطنية والانسانية بعد أن يحوز على شرائط ولاية الفقيه والتي تمثل المباديء الاسلامية مقرونة عمليا بالمنهج العلوي ... من وضع نفسه حاسبا كنت له حافظا ...
... الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون .
... الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله .
... إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وإبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم .
نضال الامام الخامنئي لم يأت إجتهادا شخصيا بحتا وإنما هو حلقات نضالية إسلامية إنسانية مباركة من الله حين أجراها على صفوة خلقه مرورا بإمام الثورة الاسلامية روح الله الخميني قدس سره الذي غيرت رايته المسددة بحكمة الله معايير الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية الى حقيقتها بعد أن كانت محرفة دوليا .
الامام الخامنئي دام ظله مرشد أعلى عالمي مسدد القرار ملهم الفكرة ربانيا ،قد هداه الله سبله لان جهاده في الله وإن الله مع المحسنين .
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير .
https://telegram.me/buratha