سميرة الموسوي ||
نظرة عامة خارج نطاق الاحداث المتسورة بأركان المنطقة البارزة من الخارطة الساخنة ظاهريا سنجد أن حساباتنا ليست بحجم ما تؤسس له إيران الاسلامية ، إذ المطلوب مبدئيا إيرانيا ليس إعادة تحالفات دولية وتوتير الاحداث بحيث يبدو أن من المتعذر إشعال فتيل هنا أو هناك ، وإن كنا نؤمن أن أحدا لا يفكر بحرب كالتي قد تدور رحاها دورانا زلزاليا ،إذ إن الارادة الاسلامية الايرانية تمتد الى خارج الاسوار التقليدية القديمة التي كبلت علاقات العالم بمسارات تجارية وعسكرية بحرية مع قواعد أرضية لم تعد بذات الخطر الذي حاولوا أن يرسخوه في الاذهان فيجعلون القاعدة عصية على المنافسة أو التأثير ولا سيما بعد أن أصبحت القواعد العسكرية عبئا إقتصاديا لا يساوي تأثيره المرسوم منذ آخر تلويح بالمواجهة بين الكبار، ثم سقوط تأثير إقامة القواعد العسكرية الغربية على يد الصاروخ الايراني المدهش مع المسيرات التي لم يعد وجودها سرا يدعو للتهيب ،وتأسيسا على ما تقدم فإن الواقع الان يؤكد أن إيران الاسلامية لا تضع _ فحسب _ معايير متوازنة جديدة لعلاقات جزء من المئتي دولة أو أكثر على الكرة الارضية تقوم على التعامل الانساني وفق منهج الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وإنما يتعدى الطموح المبدئي الايراني الاسلامي أبعد من تجزيء دول العالم وفق ما ينظر الغرب الاستعماري لها ، فإيران الاسلامية بشمولية نظرتها الانسانية الحديثة تنظر الى الكرة الارضية بدولها المئتين نظرة ينبغي أن تقوم على أدق التفاصيل التي تحفظ للانسان كرامة العيش في ظل الحق والحرية بإعتبار أن الكرة الارضية وما تزخر به من ثروات إنما هي ملكية إنسانية ليس لأحد أن يحتكرها لنفسه سواء بالقوة أو بالنفوذ ، وهذه النظرة المتسامية البالغة التبجيل للقيمة العليا للانسان ، ليس إختراعا إيرانيا ولكنها هي النظرة الالهية لخلقه ، فالخالق طالما يخاطب الانسان عموما ولا يخصص ( يا أيها الناس..) فتجزيء الناس وفق الخطاب الايدولوجي الوضعي هو إعتداء على خلق الله بلا إستثناء .
فالواجب قيامه هو ( جمهورية الارض) وفق الدستور الايراني الايماني الاسلامي الانساني ،وقد تفهم ويتفهم العالم الحر أدق دلالات هذا الطرح الذي هو أصل الحياة المستقيمة ، لان أية لقمة مستخرجة من الارض حيثما كانت إنما هي بطبيعتها من حق أفواه البشر جميعا ، وبعكس مبدأ جمهورية الارض فإن دول الاستكبار العالمي تدعو بإصرار الى التقاتل بين البشر ، وهي تكابر بإصرارها هذا لان مصلحة الانسان هي المنتصرة أبدا .
ليس لأحد أن يتسع ويتمدد وبأي إسلوب على الارض إلا ضمن حكم أغلبية سكان الارض وعلى وفق قوانين وأنظمة تنتج عن حوار إنساني واسع النطاق ،وعندئذ يمكن الحديث عن الانسانية بصدق ، وبأن خلق الله لا فروق بينهم .
جمهورية الارض بحكم الانسانية تأسيس ونسيج إيراني بالغ الفهم لمباديء الاسلام ومنهج إمام المتقين في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية ، وإيران الاسلامية تقطع شوطا بالغ الثراء من أجل المضي في تنفيذ الارادة الربانية ، وإن ما يدور وبمدد من الله ففي فنجان إيران الاسلامية .
... فتبارك الذي جعل في السماءبروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا .
https://telegram.me/buratha