حافظ ال بشارة ||
مرة اخرى اصبح اسم فلسطين متداولا في العالم ، دوي الصواريخ صحح موازين القوى في المعركة ، وايقظ النائمين ، ونبه المخدوعين ، هذه هي الضربة الفلسطينية الاكبر التي توجه الى الصهاينة منذ احتلال فلسطين قبل اكثر من سبعة عقود ، مئات الصواريخ تنهمر على المدن المحتلة ، ولأول مرة في تأريخ الصراع يتم قصف عاصمة الاحتلال تل ابيب ويدخل اهلها الملاجئ ، ليس لدى اسرائيل من خيار في الرد سوى تكثيف الغارات الجوية على قطاع غزة ، وليس للمقاومة الفلسطينية من خيار في التصعيد سوى استخدام صواريخ اكثر تدميرا واكبر عددا ، وهذا يعني ان اي تصعيد ستكون فيه اسرائيل الخاسر الاكبر ، هذه التحولات تدل على ان اسرائيل تبقى كيانا غاصبا متغطرسا لا يفهم الا منطق القوة ، وان القوة وحدها هي التي يمكن ان تنهي مأساة الاحتلال.
الرد الفلسطيني المقاوم كان مفاجأة كشفت الكثير من الحقائق ، وفي الشدائد ينكشف جوهر الرجال ، ومن يراقب اعلام الحكام العرب الذين قاموا بالتطبيع مع اسرائيل يرى بوضوح كيف ان اعلام التطبيع يتصرف كشاهد زور فهو يقلل من قوة الهجمات الفلسطينية بكل وسيلة ، ومن بين السطور يبدو اكثر تعاطفا مع اسرائيل وتجاهلا لجرائمها ، يشعر المطبعون انهم اصبحوا في الجبهة الخاسرة وهم يعلمون ان اميركا وبريطانيا سيجبران حكام العرب على دعم اسرائيل سابقا ولاحقا باموال النفط لكي تصمد في معركتها ، وبعض الدول العربية ارسلت خبراء ليكونوا جزء من غرفة عمليات اسرائيل ليواجهوا الهجمات الفلسطينية ، ثقافة التطبيع المذلة هي التي جعلت المواطن العربي يقف متفرجا ويعجز حتى عن التظاهر لنصرة فلسطين .
وقبل هذه المعركة وبعدها تتواتر الاسئلة ، اين آلاف الانتحاريين الفسطينيين الذين كانوا يفجرون انفسهم في العراق لابادة الشيعة تنفيذا للفتاوى التكفيرية ؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا في هذه المعركة المصيرية وما قبلها ؟ اليست هي معركة انقاذ المسجد الاقصى وانقاذ الشعب الفلسطيني وانقاذ العالم من المخططات الصهيونية ؟ نعم كان اؤلئك الانتحاريون البهائم جزء من الصهيونية وليس جزء من فلسطين .
معروف ان الكيان الصهيوني مكون من مستوطنات للمهاجرين اليهود القادمين من كل انحاء العالم ، وفي الحقيقة لا يوجد مدنيون في اسرائيل ، انهم غاصبون لذلك فهم مستهدفون ، ويمكن للمستوطنين ان يصححوا هذا الاثم التأريخي بالعودة الى مواطنهم الاصلية ، واذا ارادت المقاومة الفلسطينية ان تستكمل اسباب الانتصار فعليها السعي مع الاطراف الدولية والاقليمية من اجل تسهيل الهجرة المعاكسة من فلسطين ومساعدة الصهاينة على العودة الى بلدانهم الاصلية ، فاذا وجد المستوطنون ان عودتهم الى اوطانهم ستكون آمنة ومتيسرة فانهم سيخرجون من الجحيم لينجوا بأنفسهم ، وبذلك سيساعدون في التقليل من امد المعركة وخسائرها وينجوا بأنفسهم .
https://telegram.me/buratha