ضحى الخالدي ||
سُئلَت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة گولدا مائير عن أسوَأ يوم وأسعد يوم في حياتها فقالت: أسوأ يوم في حياتي يوم أن أُحرِقَ المسجد الأقصى؛ لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي؛ لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يحرّكوا ساكناً.
گولدا مائير عندما حذروها بأن عقيدة المسلمين تنصّ على حرب قادمة بين المسلمين واليهود سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة، قالت: أعرف ذلك، ولكن أولئك المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين في صلاة الفجر مثلما يكونون في صلاة الجمعة.
سيدة مائير، وأنت في قبرك، أخاطبك قائلةً: آن لك أن تقلقي الآن، شباب الأقصى وشاباته وشيبته الذين اجتمعوا حتى الفجر في الأقصى في ليالي القدر هذا العام جديرون بأن يقضّوا مضجعك، ويجعلوا عظامك ترتجف في ملحودة قبرك.
ها هم المسلمون الذين اطمأننتِ أنهم ليسوا من معاصريكِ، قد نهضوا، وقد كبروا، ولا زال صوت أمهاتهم يهدهدهم في مهود الصبر والكفاح بترنيمة فيروز، فهم على موعد مع مدينة الصلاة، لأنهم الغضب الساطع، لأنهم الأجيال التي ترعرعت وهي لا تستطيع تذكّر وجوه آبائها إلا خلف القضبان، لكن أصوات الآباء ظلت محفورةً في ذاكرتهم، وهي تردد:
على هذه الأرض..
.. ما يستحق الحياة
https://telegram.me/buratha