المقالات

عراقي وافتخر..!

1331 2021-05-10

 

✍: د. عطور الموسوي ||

 

منذ سقوط أصنام الطاغية وهجمة كبيرة متعددة الاتجاهات والأبعاد شنت على العراق شعبا وأرضا وتاريخا، وأشدها حقدا من الاخوة(الاعداء)، وبدأ برنامج تسقيط ممنهج لشعب يحمل في دمه جينات أنبياء وأولياء وصالحين عاشوا على أرضه وضمت أجسادهم تربته وكل منهم يضفي على تاريخه لمسة مضيئة ومواقف إنسانية ترسخت في النفوس جيلا بعد جيل، ذنبهم الوحيد أنهم تحرروا من طاغوت يترأس عصابة همجية عاثت في الارض الفساد وقتلت الحرث والنسل وملأت أرضه الطيبة بالرفات.

لن أنكر أن أعداء العراق نجحوا الى حد ما بهّز ثقة الفرد العراقي بنفسه وسخطه على حكومته وهويته وربما حتى على والديه يوم أنجباه على هذه الأرض، وانساق أغلبنا وراء هذا المخطط الدنيء ولم يبحث ولو للحظة واحدة من يقف وراء زرع هذا الشعور!

صارت مواقع التواصل تسلط بعدساتها على ثغرات اجتماعية وتهولها وتنتقدها بنفس أصفر يتعب النفس ويفقد الامل بأن ثمة خير في هذا البلد العريق، بينما كلنا يرى بأم عينيه أسمى المواقف وأكرم الصفات لدى غالبية هذا الشعب المبتلى الصبور لكننا لم ننشرها كما ينشرون.

ظهيرة يوم قائظ وعلى مغتربات أحد الجسور وقف رجلا ناهز الخمسين من العمر بدشداشته العراقية البيضاء قرب سيارته ويبدو واضحا أن ثمة عطل فيها، ارتبك السير وتعالت نداءات المساعدة من مختلف السيارات، منهم من يناديه :" عمي أمر خدمه" ومنهم من نزل سيارته مستفهما عن العطل وكيف له أن يساعده، بينما حمل شابا عدة الصيانة وهرع اليه..

الرجل كان ممتنا كثيرا وكرر وضع كفه على رأسه وابتسامة خجل تعلو وجهه وهو يحاول أن يعلمهم بأن ولده أخذ الاطار المعطوب لإصلاحه وسيعود عما قليل ..كلمات جميلة تعالت بينه وبين من يعرض له خدماته ودعوات طيبة تبادلوها في مشهد ينبض بالخير والمحبة والعطاء.

ختم المشهد أحد الشباب ممن لديه سيارة أجرة ركنها قربه وصاح:" عمي ما عوفك الا يرجع ابنك" أي كرم أخلاق وأي نوع من الجود أن يتطوع هذا الشاب حارسا له وهو يهدر وقتا محسوب عليه، عانقه الرجل وتوسل اليه أن يذهب لرزق عياله وهو يصر على البقاء، وفي الأثناء عاد ولده حاملا الاطار متشكرا منه وعبارات الدعاء تتناثر في أجواء ذلك اليوم الصيفي وأشعة الشمس خجلت من نبلهم فاختفت وراء غيمة تخفيفا لشدة حرارتها فهي تريد أن تجود كما يجودون.

انتعشت روحي وتنفست الصعداء، وابتسمت مرددة نعم هنا العراق حيث الغيرة والشهامة والكرم .. نعم ما زلنا بخير وصفات الانبياء والأولياء شئنا أم أبينا تسري في دمائنا أبا عن جد، ولن يفلح أعداؤنا مهما تكالبوا .. هاهنا عراق علي والحسين عليهما السلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك