ضحى الخالدي ||
🔸 كانت وما زالت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالم الإسلامي والعربي، وإن الموقف منها يمثل اتجاه البوصلةلطموحات الشعوب الحرة، فالكيان الصهيوني لا يطمع بأرض فلسطين فقط ، بل بكل ما يمكن أن تصل له يداه الآثمتان، ولهذا يعمل على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، ويجاهر بعدائه لشعوب المنطقة الأبية مهما حاول تلميع صورته أمام السذّج، ناهيك عن أن اغتصاب بلد بكامله وتشريد شعب من أرضه ومعاملة من بقي منهم كأنهم أقليات منبوذة في وطنهم هو بحد ذاته جريمة لا يمكن الوقوف على الحياد إزاءها، بكل المعايير الإنسانية والأخلاقية.
🔸 استطاع محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين أن يغيّر المعادلات في المنطقة، ويكوّن الرقم الأصعب مع الجمهورية الإسلامية في إيران. اليوم يتوسل الغرب وعلى رأسهم أميركا ، والخليج رضا إيران الإسلامية المقاوِمة النووية، والمقاومة بكامل جهوزيتها على مستوى الأفراد والسلاح لا سيما صواريخ حزب الله المؤرّقة لتل أبيب ، والقوات الأميركية المهزومة في العراق منذ نهاية ٢٠١١، أو تلك التي تلوذ بالبادية الغربية والجبال على يد أبناء المقاومة، والتي لا تهدف الا الى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، تشعر بالهزيمة أكثر من أي وقت مضى، لم يعد هناك موطئ قدم آمن لها في العراق، واليمن الصامدة أمام العدوان ، وسوريا العصيّة رغم الحصار ومشاريع التفتيت الطائفي الوحشية، كلها تطبق كحلقة من نار تضيّق الخناق على الكيان الصهيوني ومصالحه الحيوية في المنطقة.
🔸 لم تعد الأوضاع ذاتها عام ١٩٤٨ حين كان العالم على أعتاب الحرب الباردة والصراع الآيديولوجي الأميركي-السوڤييتي؛ اليوم تتضاءل اميركا وتذوي سطوتها العالمية، وروسيا الاتحادية تتحالف مع سوريا وإيران، وتظهر الصين كعملاق اقتصادي يرنو صوب العراق كهدف للتعاون الإستراتيجي على المدى الطويل، مهما كانت البدائل المتاحة إقليمياً، فلا بد أن تعود العجلة الى العراق.
🔸 يعاني الكيان الصهيوني من تفتت سياسي تمخض عن أربعة انتخابات في عامين دون تحقيق أغلبية برلمانية مريحة في الكنيست، واستقطاب مذهبي وعرقي داخل طبقات المجتمع اليهودي في الأرض المحتلة، كل ذلك كفيل بأن يكون معول هدم لأي كيان ركيك لا يمتلك شرعية الوجود كدولة.
🔸 تحتل القدس مكانة عظيمة في الموروث الإسلامي لدى كل الفرق الإسلامية، مما يجعل التفريط بها شبيهاً بالتفريط بالكعبة المشرفة، فلا يمكن محوها من الوجدان الإسلامي؛ ناهيك عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه الذي هو حق يفرضه المنطق الديني والأخلاقي والانساني، فإن فلسطين هي حق مقدس لكل المسلمين في العالم، اذا فإن تطبيع الأنظمة العميلة لا يعدو كونه حبراً على ورق أمام إرادة الشعوب التي تعي جيداً أن مآلات التطبيع تصب في مصلحة الكيان الصهيوني حصراً على حساب مصالح الشعوب
🔸 لقد تغير وجه العالم كما ذكرت آنفاً، وإن الظروف المؤاتية لزوال الكيان الصهيوني تفوق أضعافاً مسوّغات استمراره
🔸 لا بد من التركيز على المشتركات بين الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب المسلمة، والتوعية بمخاطر الاصطفاف الطائفي، والتنبيه الى التمييز بين من تاجروا بالقضية الفلسطينية، ومن خدموها.
🔸 يأتي تصريح السيد حسن نصر الله بحجية وجود الشعب الفلسطيني في ساحة الصراع من مبدأ أنهم رغم الحصار الصهيوني والاحتلال يقاومون ولو بالحجر، فما تَرَكُوا للقوس من منزع، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "أُنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" كيف إذاً، وهو مظلوم منذ سبعين عام ونيّف؟
🔸 إن بقاء القوات الأميركية في العراق هو لحماية أمن الكيان الصهيوني فقط، فالأميركيون يعترفون بعدم حاجتهم لنفط المنطقة مجدداً، وأن أولويتهم الآن هي الصين وروسيا، وإن كنت لا أثق بادّعاءاتهم، فإن أولوية وجودهم في المنطقة هو حماية أمن إسرائيل، وإخراجهم من العراق يعني
بقاء ظهر إسرائيل مكشوفاً، وتعي الإدارات الأميركية المتعاقبة حتمية خروجها؛ لذا عمدت الى رعاية تسريع إعلان التطبيع مع جملة من الدول العربية لا سيما الخليجية منها، ونقلت إسرائيل الى القيادة الوسطى (المركزية) بعد أن كانت ضمن القيادة الأوروبية، لتؤمّن لها بيئة صديقة (عميلة) حال مغادرة القوات الأميركية، ولكن هيهات.
🔸 أنا على يقين تام بأن نهضة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه الخالدة هي من أهم إرهاصات قيامة الإسلام العالمي الجديد، ويوم القدس العالمي هو أحد مظاهره، وعُبّدَ طريقه بمئات الآلاف من الشهداء وعلى رأسهم الشهداء قادة النصر الجنرال الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.
"إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً"
https://telegram.me/buratha