المقالات

كواليس يوم القدس ..!

1167 2021-05-05

 

مازن البعيجي ||

 

القدس : هي اولى القبلتين في كتاب الله الكريم للمسلمين واليوم هي عاصمة فلسطين المحتلة والتي يتنازع هذا المحتل عليها لتكون عاصمة إسرائيل!

القدس : قضية عربية سنية ولا علاقة للشيعة فيها بمثل وضوح اليوم ، أي بمعنى أن من كان يطالب بها على نحو قومي هم رؤساء الدول العربية وشعوبها مطالبة قشرية لم تحرّك جيوش باتجاه تحريرها مع كثرة تلك الجيوش والمال الخليجي الذي هو مال عظيم!

ما هو يوم القدس؟ يوم القدس هو الصرخة التي أطلقها المؤسس روح الله الخُميني العزيز بعد إنتصار ثورته "الشيعية" يوم أطاح بالشاه العميل لأمريكا في إيران عام ١٩٧٩ المبارك ، هذا الاعلان الخطير ، والذكي ، والنوعي ، والعميق من مثل عالم عارف روحاني عُرف بالحكمة والشجاعة والصلابة والتوكل على الله سبحانه وتعالى ومقارعة الأستكبار بشكل لم يسبق له نظير حتى قال : هنري كيسنجر "لم يكن بمقدور أحد التّنبّؤ بما سَيصدره من قرارات ، فقد كان يتحدث ويتصرف بمعايير غير المعايير المعهودة في العالَم وكأنه يستلهم ذلك من مكان آخر . كانت خصومة آية الله الخُميني "قدس سره" للغرب نابعة من التعاليم الدينية التي كان يؤمن بها ، لكنه كان خالص النیة حتى في عداوته تلك" .

هذا العالم المطلع على مباني السياسة الأمريكية والصهيونية العالمية بشكل يفوق معرفتهم بها ، فكان يعرف الدفاع المعلن من العرب عن فلسطين أو قل من رؤساء الدول العربية الذين في عمق خفاياهم هم عملاء الغرب والصهيونية والدليل على ذلك عندما كان الشاه يحكم إيران الشيعية بالنار والحديد الوفود العربية الإسلامية تأتي مع عوائلها لتقديم الولاء والتمتع بأجواء إيران الجميلة ومناظرها الخلابة دون اعتراض من أحد منهم على ما يقوم به من إجرام بلغ حد الوصف فيما يقوم به من عداء للمؤمنين هناك .

الأمر الذي جعل الإمام الخُميني يستشرف الواقع العربي والإسلامي الهزيل ، بل الخائن للقضية الفلسطينية ذات الصبغة "السنية" وهذا الوصف مهم جدا "الصبغة السنية" حتى تقضم وتفتت بهدوء مثلما يحصل اليوم من تطبيع جهارا نهارا دون خجل!!!

من هنا وهو العارف بعمق أساليب الصراع الإسلامي الاستكباري اطلق حركة كان تخيلها صعب جدا في ذلك الوقت الذي هجم العالم الغربي والعربي والإسلامي على إيران الإسلامية ووقف بوجهها لأنها لم تروق للسياسة الأمريكية حاكمة المنطقة عبر العملاء! اي قالها في وقت مبكر جدا مع أن هناك أولويات كثيرة لو كان غيره من اسس الثورة لما فكر إلا بالحوادث التي هي حديث الساعة والطوارئ التي تهاجم قيام الثورة الآنية وقتها والمستقبلية ، لكنه مدرك بطمأنينة عجيبة واستقرار روحي قل وندر جدا نظيره فقال : ليتخذ المسلمون من كل آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوم لإعلان الرفض للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ، وهنا كمنت الحكمة والبلاغة والفلسفة ، عالم شيعي وثورة شيعية تهاجمها الأعداء من كل حدب وصوب ، بل مثل رؤساء وبعض شعوب المنطقة من السنة وقف ضد قيام الثورة يترك كل شيء ويعطي أولوية لقضية هي بالأصل سنية عرف عنها ، إنها صدمة أضيفت لصدمة الثورة التي بزغت دون علم مسبق لمئات المؤسسات التجسسية العاملة في المنطقة حتى قال الامام الخُميني العزيز كانوا في غفلة من المشيئة الإلهية،  والثورة لم يكن خلفها إلا الله سبحانه وتعالى .

حل ذكي! له من الفوائد والأهداف الكثيرة جدا ..

🍁 منها : قطع الطريق على التفرد من قبل السنة الموالين لأمريكا من الاستثمار في قضية فلسطين وترويضها وترويض شبابها الثائر شيء فشيء والقضاء عليها وجعلها قضية المسلمين جميعا سنة وشيعة .

🍁 منها : إلفات انظار العالم أن الشيعة ليسوا ضد السنة أو اعداء لهم كما هو مشروع الطائفية الأول الذي يسير به رؤساء الدول العربية الإسلامية بقناعة الاستكبار الذي يرى في الطائفية البغلة التي تحمل اثقال الأهداف الخبيثة!

🍁 منها : إثارة قضية عقائدية تمس الدين الإسلامي والفكر الشيعي بجوهره وربط القدس بالقضية المهدوية ومشروع الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم .

🍁 منها : سحب إعتماد المقاومة الفلسطينية التي يغرر بها اغلب رؤساء الغرب على المال الخليجي الذي يقف خلفه الأستكبار ويقننه تبعا لاوامر إسرائيل وأمريكا وفتح نافذة الاعتماد على إيران الإسلامية التي منذ يوم الإعلان لليوم هي تقف بالمال والسلاح والخبرات وغيره مع المقاومة الفلسطينية التي أدرك الشرفاء فيها من عدوهم والصديق؟!

وكان يرى أن هذا الاعلان هو كرة الثلج التي تدحرجت من اعلى جبل الثلج متوجه نحو فلسطين المحتلة وستكبر وتأخذ معها جبل على نار سجرتها دويلة إسرائيل اللقيطة وتكفي لاغراقها لا اطفائها ، وهذا ما حصل نحن اليوم في عمر الثورة الثاني والاربعون ويوم القدس العالمي يمارس بكل قوة وشجاعة وينضم له من الأحرار في العالم من غير السنة والشيعة الكثير فأصبح يوم لرفض الوجود الأمريكي والتدخل الإسرائيلي ومثل دولة إيران ببركة المؤسس والقائد تلوي ذراع أمريكا التي بدأت تحزم حقائبها من أفغانستان وسوف تفعل كذلك من شرق آسيا بإذن الله تعالى.

يوم القدس : الذي أصبح يوما استطلاعيا بامتياز منه تعرف أمريكا ماذا يعد محور المقاومة ومن يناصره لأمريكا وهل فشلت مخططاتها التي تصرف عليها خلال العالم ملاين الدولارات ام نجحت ، يوم كان الطعنة النجلاء من عالم شيعي غرسها في قلب الكيان وسلم قبضتها للسيد الولي يكمل غرسها وتقطيع شراين المحتل حتى قتله وسحله إمام أنظار من كان يقف معه من العملاء ومن هنا قال أمامنا الخُميني العزيز ( إن يوم القدس مجاور لليلة القدر، فيجب على المسلمين إحياؤه وجعله مثاراً لعظمتهم  وانتباههم. 

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك