المقالات

بدوي مفكر  !!!


 

محمد هاشم الحجامي ||

 

في البر الواقع بين الناصرية والبصرة كنا في سفرة وصادفنا  بدوي كان بيته قريب من المكان الذي نزلنا فيه ، عمره تجاوز السبعين عاما ، وكان الحديث معه عن الصحراء وسبل العيش فيها وهذه الموضوعات التي نحب الاطلاع عليها من أهلها والمتعايشين معها ، وبعدها تطرق هو للسياسية وخاطبنا قائلا  :- إن التغيير في العراق نعمة من الله ؛ فهو تعالى أنعم عليكم وخلصكم من حكم صدام الطاغوتي و أنكم اليوم افضل حالا من السابق وكيف إني كنت اشاهد المضايقات على أهاليكم في الجنوب من كل حدب وصوب فضابط بسيط وحتى مفوض أمن كان يجر ويسجن وحتى يقتل أكبر شخصية شيعية ولا يرتجف له جفن و كان يحتقر الشيعي وهو يعمل فلاحا في مناطق الغربية والتجنيد والحروب والحصار والخراب الذي حل بكل شيء في العراق والقتل والمقابر الجماعية والاعتداء على الحرمات وهو يتحدث ونحن نستمع وكنت مندهشا من طريقة تفكيره  ، ثم التفت إلي قائلا إن ضاعت منكم هذه الفرصة وفقدتم السلطة لن تقوم لكم ايها الشيعة قائمة بعد اليوم ، أمسكوا عليها وحافظوا وإياكم أن تنظروا للأمور البسيطة وتضيعون النصر الأعظم والغنيمة الكبرى التي منحكم الله إياها ، فهي فرصة وهبةٌ وهبتها لكم السماء ولن تعوض بأخرى إن فقدتموها ابداً .

كنت مندهشا من طريقة تفكيره التي تفوق طريقة تفكير الكثيرين ممن جعلوا مصادر عملهم الارتزاق على فضلات  البعثيين في فضائياتهم !! أو المؤسسات المشبوهة التي تدار من الانفصاليين !!!! أو ألمؤسسات الطائفية التي تملئ العراق عرضا وطولا وغيرها الكثير من دكاكين تجمع حولها المتسولين فكريا والمتدنين سلوكيا !! ؛ فتحولوا من خلالها إلى معاول هدم لتخريب كل ما يمت بصلة إلى ثقافة أهلهم وأرثهم في الجنوب مقابل حفنة من مال ونزوة عابرة وشهرة كاذبة ووطنية مزيفة يعلوها ثوب الدونية .

الشهادات الجامعية كثير ما كانت وباء ووبالا على أصحابها أو على المجتمع ، فكم من جاهل يعتقد المعرفة ويتحذلق و يشمخر في كلامه ولا يدري بنفسه بأنه جاهل مركب كما يسميه أهل المنطق ، فلا هو يعرف شيئا ولا يسمح له جهله وكبريائه أن يستمع إلى الآخرين فألقابه العلمية التي جميعها أولنقل في غالبها اخذها بالمال وربما العلاقات المشبوهة !!! تقف حاجزا بينه وبين المعرفة .

فهذا البدوي افضل من عشرات الآلاف من الذين لا يميزون ولا يستوعبون الأمور والذين أغلبهم قتلهم الحسد فهم لا مشكلة لديهم أن يحكمهم اي فرد ومن أي طائفة ومهما كان إجرامه ومستواه وإن لم يحقق شيئا بل حتى وإن سلبهم أرضهم وبيوتهم وحريتهم وكرامتهم وحتى إن حولهم إلى عبيد ؛ فكل هذا لا يهم عندهم ما لم يكن من طائفتهم وأهلهم !!!!! .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك